TRENDING
Reviews

سيرين عبد النور وقيس الشيخ نجيب في النسيان: حضور باهت بدون ضجيج

سيرين عبد النور وقيس الشيخ نجيب في النسيان: حضور باهت بدون ضجيج

سيرين عبد النور وقيس الشيخ نجيب في النسيان: حضور باهت بدون ضجيج

"النسيان" مسلسل يمرّ على الشاشة بخفر، بأقدام عارية ناعمة، دون أن يطرق البلاط تحت وطأته أو يثير زوابع حضور متألق.

العمل الذي جمع قيس الشيخ نجيب وسيرين عبد النور كان مشروعاً جريئاً في الطرح، إذ تطرق إلى واقع الحرب وآثارها النفسية والاجتماعية عبر قصة الفقدان التي تمزج بين الواقع والدراما العميقة.

وكان يُفترض أن ترتفع أسهمه مع فريق تمثيلي يضم نخبة الممثلين، وتوقع الجمهور أن يشعل المسلسل ساحة النقاش ويُحدث ضجة فنية، لكنه بقي في "المنطقة الهادئة"، بلا عواصف درامية أو ضجيج إعلامي.


القصة الضيقة

المسلسل يتناول قصة فقدان الأبناء نتيجة الحرب بشكل مركزي، ولم يتفرع إلى خطوط درامية متعددة تُغني النص وتفتح أفقاً أوسع، ما حدّ من قدرته على جذب جمهور أكبر أو إثارة تشويق مستدام.

المتابع قد يشعر بأن المسلسل يسير في مسار واحد مكرر، ما أدى إلى ثبات ممل أو ملل تدريجي.

هل المسلسلات المعربة خنقت "النسيان"؟

النسيان الذي وُضع في مواجهة المسلسلات المعربة، والتي تقدم موضوعات أكثر تشعباً وتشويقاً درامياً متنوعاً، وجد نفسه في منافسة شرسة، خصوصاً مع تغير ذائقة الجمهور نحو تلك الأعمال الكبيرة المتعددة القصص. فجاء النسيان بحضور هادئ وعلى وتيرة واحدة لم تحظَ بالشعبية المنتظرة، خصوصًا حين تتوفر بدائل أكبر ومتعة فورية.

جمهور "اليأس" يبحث عن "الأمل"

العمل الذي يتناول قصة درامية منغصة، وكل ما حولها حزين، قد يكون من أبرز أسباب برودة استقباله. فالجمهور شبع من القصص الكئيبة، خصوصاً في ظل الأزمات الحقيقية التي يعيشها.

الناس اليوم تميل إلى الأعمال التي تحمل ألواناً من الأمل أو قصصاً تخفف عنهم ثقل الواقع، ما يجعل الأعمال الدرامية "المظلمة" أقل جاذبية.


المشاهد بات مثقلاً بمتاعب الحياة، ويريد الفرح، يريد ألواناً وردية تلهيه عن قسوة الواقع لا أن يغرق في مزيد من الألم. النسيان قد يكون رادعاً لهذا الجمهور، لأنه يغمسهم في عمق الألم دون أي استراحة.

وبعيداً عن ذلك، ربما لم تكن الحبكة متينة، وبقيت الشخصيات مظللة بالخفوت، بلا تغير أو تطور.

كل هذه الأسباب جعلت منه عملاً مقيداً، أقل توهجاً، ولم ينقذه حتى الفريق التمثيلي المهم، فبقي حضوره باهتاً رغم نبل القصة وجودة التعبير عنها.