نشأ أحمد طفلاً منطوياً يفضل المراقبة الصامتة لما يدور حوله. كان يراقب تفاصيل العالم من حوله بعين دقيقة، من طريقة الكلام ونبرة الصوت، إلى الابتسامات الحقيقية والمفتعلة، وصولاً إلى لحظات الغضب والألم والقهر. هذه القدرة على الملاحظة شكلت جزءاً أساسياً من شخصيته، وجعلته أكثر وعياً بسلوكيات الآخرين ومشاعرهم.
تنقلات مستمرة وتعزيز شعور اليتم
بعد وفاة والده وزواج والدته، بدأت حياة أحمد بالتنقل بين بيوت متعددة. كل بيت جديد كان يضيف شعوراً بالوحدة والانعزال، خصوصاً مع المعاملة الحيادية من المحيطين به، الذين لم يظهروا اهتماماً أو مشاعر واضحة تجاهه. هذه التنقلات المتكررة عززت شعوره باليتيم، وجعلت مرحلة الطفولة تجربة صعبة مليئة بالتحديات النفسية والاجتماعية.
تأثير وصمة اليتم على حياة أحمد
في كل بيت جديد، كان يسمع عبارة واحدة متكررة: "محدش يزعل أحمد.. ده يتيم". كلمات بسيطة لكنها تركت أثراً عميقاً، مؤكدة شعوره بالاختلاف والانعزال عن محيطه. هذا الواقع الاجتماعي شكل طريقة تفكيره ونظرته للعالم، وجعل منه شخصاً يراقب الحياة بصمت قبل أن يشارك فيها.