رغم مسيرته الفنية القوية وموهبته التي لا يختلف عليها اثنان، إلا أن باسل خياط بات في السنوات الأخيرة محط أنظار جمهور الموضة أكثر من جمهور الدراما. ليس بسبب تألقه الكلاسيكي أو التزامه بخط أنيق، بل على العكس تمامًا: لأنه أصبح النجم العربي الأكثر جرأة وغرابة في اختياراته للأزياء، حتى أصبح البعض يطلق عليه لقب "ملك الإطلالات الغريبة".
الأبيض والأسود... هل الأناقة في التفاصيل أم الفوضى في الجرأة؟
في أحدث ظهور له، اعتمد خياط قميصًا بنقشة هندسية جريئة بالأبيض والأسود، نسّقه مع بنطال أسود وحذاء رياضي أبيض. ورغم أن التناسق اللوني واضح، فإن الشكل العام حمل الكثير من التساؤلات:
هل هو لوك سهرة؟ كاجوال؟ ستايل تلفزيوني؟ الإجابة غير واضحة. الإطلالة تقف بين أكثر من منطقة دون هوية نهائية، وهو ما يتكرر في معظم إطلالاته.
من الكاجوال إلى المسرحي... كل شيء وارد
في إطلالة أخرى، ظهر خياط بسترة بنية أشبه بسترات الصحراء، نسّقها مع بنطال أسود وحذاء سميك، خلال مشاركته في حدث تابع لـ"Dior". البعض اعتبرها محاولة للخروج عن النمط الرسمي في الفعاليات الفاخرة، فيما رأى آخرون أنها تشبه أكثر إطلالة شخصية في فيلم تاريخي، منها لإطلالة نجم على السجادة الرمادية.
وفي باريس، اختار جينز واسع مع قميص مفتوح وقبعة رياضية في إطلالة عفوية، لكنها بدت "مستعارة" من موضة التسعينات، وتحديدًا من أرشيف فرق الهيب هوب، دون أي لمسة معاصرة أو لمحة شخصية مميزة.
الجرأة الزائدة تفقد المعنى أحيانًا
ما يلفت في ستايل باسل خياط أنه لا يخضع لأي قواعد. وهذا ما يجعل كل إطلالة له مادة جاهزة للتداول، بين من يراها تحررًا إيجابيًا من الكليشيهات، وبين من يعتبرها استعراضًا مبالغًا فيه.
الملفت أكثر أن الإطلالات لا تتبع خطًا ثابتًا، ولا تعكس تطورًا معينًا، بل تبدو كل واحدة كأنها من خزانة شخصية مختلفة. من البدلات ذات الأكمام الفضفاضة، إلى الجينزات العريضة والقمصان المطبوعة، كل شيء قابل للتجريب، حتى لو كانت النتيجة غير مفهومة.
بين شخصية النجم وحضور السجادة الحمراء... فجوة في الأسلوب
النجم السوري بلا شك يعرف كيف يلفت الأنظار، ولكن هل كل لفت للأنظار هو نجاح في عالم الموضة؟
ربما آن الأوان لطرح السؤال بجدية.
هل يكفي أن تكون مختلفًا لتكون أيقونة ستايل؟
أم أن المبالغة تفقد المعنى عندما تتحوّل إلى قاعدة لا استثناء؟
باسل خياط ليس نجماً نمطيًا، وهذا ما يمنحه مساحة ليكون "ظاهرة" في الموضة. لكنه في الوقت نفسه، بحاجة إلى إعادة ضبط البوصلة بين الغرابة والإبداع، بين الشخصية والأسلوب، بين الجرأة والهوية.