الجدل حول السبب الحقيقي لابتعاد النجمة الكبيرة ليلى مراد عن الوسط الفني لم يحسم يومًا. هل كانت رغبتها شخصية أم أنها كانت مجبرة على الابتعاد؟
بداية الأزمة: الطلاق والابتعاد عن القاهرة
تعود مأساة ليلى مراد إلى عام 1951، بعد طلاقها من أنور وجدي، حيث سافرت خارج مصر طلبًا للراحة النفسية بعد ضغوط ومشاكل أثرت على صحتها. هذا الغياب القصير كان بداية لسلسلة أحداث جعلت الفنانة تختار العزلة.
الإشاعات والتحريض ضدها
وفق تحقيق أجرته مجلة "الكواكب"، أطلق أنور وجدي سلسلة من الشائعات حول ليلى، منها أنها تبرعت بمبلغ كبير لدولة مجهولة وزارت منظمات سرية. هذه الإشاعات أدت إلى منع بعض الدول العربية أغانيها وأفلامها، ما دفع ليلى للعودة إلى القاهرة لتكذيب ما أشيع، مؤكدًة إسلامها وولاءها لمصر.
محاولات العودة والفشل المستمر
على الرغم من نجاح فيلمها "الحياة الحب" عام 1954 وزواجها من الموسيقار فطين عبد الوهاب الذي ساعدها على العودة للوسط الفني، واجهت ليلى تحديات كبيرة. فقد رفضت الإذاعة تقدير أعمالها الجديدة، وكانت الأغاني القديمة فقط هي التي تُبث، ما دفعها إلى الانسحاب مرة أخرى.
الأزمة الكبرى: فقدان الأخ وقرار الاعتزال النهائي
تفجرت الأزمة الكبرى برحيل شقيقها المنتج إبراهيم مراد، الذي كان سندًا لها في حياتها. بعد هذه الخسارة، اختارت ليلى الانعزال الكامل عن الفن والوسط الفني، رغم محاولاتها المؤقتة لتسجيل أغاني جديدة مع الملحن حلمي بكر، حيث اكتشفت أن الأعمال الجديدة لن تُعرض أيضًا، لتتخذ قرارها النهائي بالاعتزال بلا رجعة.
شهادات المقربين: الصراع مع أنور وجدي
الأستاذ حسن إمام عمر، أحد المقربين لأنور وجدي، أكد أن العلاقة بين ليلى وأنور شهدت توترات كبيرة بسبب الخلافات المالية حول أفلامها السابقة، وما أثير من شائعات حول التبرعات، مؤكدًا أن هذه الأحداث كان لها أثر مباشر على قرار ليلى بالابتعاد عن الوسط الفني.
ليلى مراد، رغم موهبتها الكبيرة، واجهت ضغوطًا نفسية واجتماعية، إلى جانب الحروب الإعلامية ضدها، لتختار الاعتزال حفاظًا على نفسها. هذه الأحداث تكشف أن قرارها لم يكن مجرد رغبة شخصية، بل نتيجة تراكمات معقدة من الصراعات والشائعات والتحديات التي واجهتها في حياتها الفنية والشخصية.