في بصاليم كانت بداية الحكاية. طفلة أشرقت على العالم في أواخر الصيف، 18 أيلول/ سبتمبر من بيت لبناني متواضع، حبت نحو مصيرها بموهبة تفتحت كخيط نور ثم كبرت حتى صارت وهجاً يعرفه الجميع.
ماغي بوغصن في عيد ميلادك نسترجع كل المحطات التي عبرتها، حاملة حقيبة واحدة ملؤها الحب والشغف والموهبة. افرغت جيوبها أمامنا هدايا من فن من فرح من عطاء استطاع ان يجعل العالم أفضل وأجمل.
البداية الذهبية
أتقنت كل شيء مبكراً ميدالية ذهبية لطفلة تغني للسيدة فيروز وتكون بداية المشوار من برنامج "واحة الأطفال" على تلفزيون لبنان لتصبح فنانة يعرفها الجميع عابرة محطات من التحديات والصعاب أثمرت نجمة تترقبها العيون عند كل مساء.
الدراما السورية الحضن الأول
بدأت ماغي بو غصن رحلتها في عالم الفن كمن يمشي في طريق مكشوف لكن بلا أضواء، بلا خريطة، فقط بقلب يؤمن بأن "من يزرع الصدق يحصد الوصول". ظهرت أولاً في الدراما السورية، أول من أخذها إلى الأعمال السورية المخرج بسام الملا عبر مسلسل «الخوالي»، كما نقلها بعد ذلك إلى عمل اخرجه باللهجة السعودية التي اتقنتها.
اتقنت الخليجي
قدمت الفوازير مرتين مع الممثل الكويتي داوود حسين عام 1998 من خلال برنامج الكوميدي «داوود في هوليود» وتمكّنت بوقتٍ قصير من أن تحجز لنفسها مكانًا وسط كبار الشاشة. بصوتها الرقيق ولهجتها اللبنانية الأصيلة، دخلت عوالم صعبة، وشخصيات مركّبة، وبرهنت أن الموهبة لا تحتاج إلا لفرصة.
لكن العودة إلى لبنان لم تكن عودة إلى الديار فقط، بل إلى المجد أيضاً.
من الكوميديا إلى التراجيديا... وماغي واحدة
جسّدت ماغي أدوار المرأة القوية، الضعيفة، العاشقة، الثائرة، الأم، والمُعذَّبة. كانت مرآةً لواقعنا، وصوتًا لقصصٍ تختبئ خلف الجدران. عبرت بين الكوميديا "جوليا" و" كاراميل" والدراما في رائعتها للموت "في ثلاثة أجزاء مضيئة و"بالدم" و"ع امل " وأولاد أدم" وغيرها الكثير.
لم تحبس نفسها داخل قالبٍ واحد. في “كاراميل”، أضحكتنا؛ وفي “للموت”، أبكتنا. وفي كل دور، كانت تتلو علينا فصلاً جديدًا من كتابها، فتجعلنا نضحك ونبكي ونرتجف... وكأنها تعيش معنا، لا نُشاهدها.
وراء الكاميرا... قلب يُحب ويُعطي
ماغي ليست ممثلة فقط، بل إنسانة أولًا. يعرفها من تعامل معها كم تُعطي من وقتها، من مشاعرها، من اهتمامها. شاركت في حملات توعية، وقفت إلى جانب الأطفال، النساء، المرضى. لم تكن الشهرة حاجزًا بينها وبين الناس، بل كانت جسرًا.
أما الأمومة، فكان دورها الأجمل مع ولديها ريان ويارا. في البيت حيث لا توجد كاميرات، توجد ماغي الحقيقية: أم، صديقة، ملاذ دافئ.
تاريخ ميلاد أم لحظة امتنان؟
في كل 18 أيلول، نُضيء شمعةً لماغي. لكن في الحقيقة، هي من تُضيء أيامنا. فنانة لا تتكرر، لأنها لم تُقلّد أحدًا. اختارت أن تكون على طبيعتها... وهكذا أحبّها الناس.