TRENDING
محمد رمضان وعقدة


"رقم واحد يا أنصاص"، أغنية محمد رمضان التي قادته إلى المحاكم. هذه الأغنية التي يشعل فيها كل غروره، ويضرم حطب الاعتداد بالنفس واحتقار الآخرين.

مستفزّ محمد رمضان بأغنيته، التي يرى فيها نفسه فوق الجميع، يعلو ويجتاح ويهيمن، فيما الآخرون مجرد أكياس وناموس وتيوس.

إنه الخطاب ذاته الذي يكرّره منذ بداياته، وكأن الغرور أصبح جزءًا من هويته الفنية، وكأن "الرقم واحد" لم تعد أغنية بل عقيدة يعيش بها ويغنّيها.

الغرور سِمَتُه

"رقم واحد يا أنصاص" واحدة من الأغنيات التي تعكس أسلوبه المعتاد القائم على الغرور الفني، والكاريزما، واللعب على ثيمة القوة والسيطرة. والعنوان وحده كافٍ للإعلان عن نوايا صاحب الأغنية.

العبارات مثل:

"مفيش مني وزَيّي مجاش"

و"أنا الدهب يا نحاس، أنا الشرس يا أليف، أنا التقيل يا خفيف، أنا المتين يا ضعيف، عرفتوا أنا أطلع مين؟ أنا الأسد يا غزال، أنا المجال يا مجال"

تأتي بصياغة مباشرة وصادمة، تعبّر عن الثقة المطلقة بالنفس والاعتداد بالذات الذي يميّز شخصية رمضان الفنية منذ بداياته.

التشوّف حتى التهكم

النص يجمع بين التهكم والهيمنة في آنٍ واحد، مستخدمًا لغة بسيطة، قريبة من الشارع، لكنها مليئة بالإيقاع والحضور المسرحي. كأنه يواجه جمهورًا افتراضيًا ويتحداه أن يشكّك في مكانته، وكأنه في منازلة صراع في الشارع يريد أن يثبت أمرًا جللًا، فلم يكن سوى أزعر شوارعي في كلماته وألفاظه وأسلوبه.

هو من بدأ الحرب

هذه المرة، لا يكتفي بالاعتداد بنفسه، بل يعلنها حربًا لغوية ضد من حوله، مستخدمًا عبارات جارحة تتجاوز حدود الذوق العام، حتى قادته أغنيته "رقم واحد يا أنصاص" إلى أروقة المحاكم بتهمة التحريض على العنف والإساءة إلى الآخرين.

الأصبع المرفوع تهديدًا

رمضان الذي أراد أن يصنع من ذاته أسطورة القوة، نسي أن القوة لا تُقاس بالصوت العالي ولا بإبهام مذهّب مرفوع في الهواء.

روّج لأغنيته من خلال صورة ليد ذهبية، علامة الانتصار التي توحي بأن العالم من تحته، فيما موسيقى الأغنية جاءت بإيقاع حربي صاخب، أشبه بقرع طبول الفخر الذاتي المبالغ فيه.

يقاتل من أجل التفوّق

في كل مرة يغنّي محمد رمضان، يبدو كأنه يقاتل العالم من أجل وهم التفوّق، لا من أجل الفن.

ولعل الفن، في عمقه الحقيقي، لا يحتمل أن يكون منبرًا للتكبّر، بل مساحة للدهشة، لكن محمد رمضان أراد الفن من أجل السيطرة والتفوّق على الآخرين.