في مفاجأة من العيار الثقيل، تربع فيلم "فيها إيه يعني" على عرش الإيرادات في الموسم السينمائي المصري الحالي، متفوقًا على عدد من أبرز أعمال التشويق والإثارة المطروحة، مثل "الشاطر" لأمير كرارة وهنا الزاهد، "درويش" لعمرو يوسف ودينا الشربيني، و"روكي الغلابة" لدنيا سمير غانم.
العمل الذي يُعد أول بطولة سينمائية مطلقة للنجم ماجد الكدواني، حقق نجاحًا جماهيريًا غير متوقع، حيث تجاوزت إيراداته 37 مليون جنيه خلال أول 10 أيام عرض، متصدرًا شباك التذاكر بفارق مريح عن منافسيه، رغم اعتماد الأفلام المنافسة على نجوم الصف الأول.
الكدواني من "موضوع عائلي" إلى قمة السينما
نجاح الكدواني في الفيلم جاء امتدادًا لمسيرته الفنية المتصاعدة، بعد تألقه في مسلسل "موضوع عائلي" بجزأيه، الذي أعاد تقديمه كوجه درامي قادر على الجمع بين الكوميديا والدراما الإنسانية. ويبدو أن الجمهور تجاوب مع هذا الخط في "فيها إيه يعني"، الذي قدم فيه الكدواني شخصية قريبة من الناس، تجمع بين خفة الظل والحنين والوجع الإنساني.
قصة الفيلم
تدور أحداث الفيلم حول "صلاح" (ماجد الكدواني)، رجل خمسيني يصل إلى مرحلة التقاعد ويقرر العيش مع ابنته "ندى" (أسماء جلال) وزوجها "عادل" (مصطفى غريب) وحفيدتهما "أمينة" (ريتال عبد العزيز). ذات يوم، يزور "صلاح" منزله القديم في حي مصر الجديدة، ليفاجأ بحبيبته السابقة "ليلى" (غادة عادل)، لتعود شرارة الماضي من جديد بينهما وسط مزيج من الحنين والكوميديا والمواقف العائلية اليومية.
الفيلم يجمع بين الطابع الاجتماعي والرومانسي، مع جرعة كوميدية خفيفة تستند إلى كيمياء الكدواني ومصطفى غريب، اللذين قدما مشاهد ساخرة ناجحة من واقع الحياة المصرية، خصوصًا في تعامل الأسرة مع تفاصيل الحياة الصحية والروتين المنزلي.
ملاحظات نقدية وأخطاء فنية
رغم النجاح التجاري والجماهيري، لم يخلُ الفيلم من ملاحظات فنية أثارت انتباه النقاد، أبرزها الإطالة غير المبررة في الأحداث، إذ بلغت مدة الفيلم ساعتين وعشرين دقيقة، ما أضعف إيقاعه في بعض المقاطع.
كما رأى بعض النقاد أن إدراج أغنيتين لأحمد سعد وحميد الشاعري بدا منفصلاً عن السياق الدرامي، ولم يضف بعدًا فعليًا لتطور القصة أو الشخصيات.
ومن أبرز المآخذ كذلك عدم منطقية عمر حفيدة "صلاح"، التي ظهرت في سن المراهقة (قرابة 16 عامًا)، في حين أن والديها في العمل، أسماء جلال ومصطفى غريب، من مواليد 1995، ما جعل التوازن الزمني في القصة غير دقيق.
الإخراج والسيناريو
الفيلم من إخراج عمرو رشدي وتأليف وليد المغازي، وقد نجحا في خلق حالة دافئة وإنسانية رغم بعض الثغرات الفنية، حيث اعتمد المخرج على أداء الممثلين أكثر من الإبهار البصري، فكانت النتيجة عملًا بسيطًا في شكله، غنيًا في شعوره.