في ظهور جديد أثار الجدل، قالت البلوغر يومي خوري إنها "طبخت أول طبخة لزوجها، فاشترى لها هدية فاخرة من الألماس"، مضيفة أنها لم تطلب شيئًا، لكنه "يحب أن يدللها دائمًا".
تصريح بسيط ظاهريًا، لكنه فجّر موجة انتقادات واسعة حول السطحية التي أصبحت تُسوّق كـ"محتوى"، وكيف تحوّل دخول المطبخ إلى حدث استثنائي يستحق مكافأة من مجوهرات نادرة.
من الميتم إلى القصر: رحلة بين عالمين
لم تولد يومي وفي فمها ملعقة من ذهب. بل قضت طفولتها في ميتم بسبب فقر عائلتها، وعاشت سنوات من العوز والوحدة والحرمان العاطفي. لكن الفتاة التي كبرت على غياب كل شيء، عادت لتملأ الفراغ القديم بطريقة أخرى تمامًا — بالذهب، والقصور، والسيارات الفاخرة، والمظاهر المبالغ فيها.
قصور تُعرض كقطع ديكور
تخصص يومي جزءًا من محتواها لاستعراض منزلها، حيث تصوّر جولات داخل غرفها الواسعة والثريات المعلقة فوق ممرات أشبه بفنادق خمس نجوم. الأثاث الفخم والإضاءة المدروسة تتحول إلى ديكور للقطات معدّة بعناية، وكأن كل زاوية في بيتها صممت خصيصًا لتُصوَّر لا لتُسكن.
سيارة جديدة.. وحفل زفاف من فيلم خيالي
قبل مدّة، نشرت يومي فيديو تستعرض فيه سيارتها الجديدة ذات اللون المعدني البراق، تتحدث عنها كما يتحدث طفل عن لعبة جديدة. المشهد بدا أقرب إلى إعلان تجاري منه إلى لحظة حقيقية.
أما حفل زفافها، فكان ذروة الاستعراض: فستان ضخم صُمم خصيصًا من دار عالمية، زهور مستوردة من ثلاث دول، ومراسم فخمة وثّقتها عدسات الصحافة أكثر مما حضرها الأصدقاء.
حين يصبح التفاخر علاجًا
المفارقة أن كل هذا اللمعان قد يخفي خلفه قصة أعمق. يومي التي عاشت طفولتها محرومة من الحب والانتماء، ربما وجدت في مظاهر الثراء تعويضًا عن الفقر العاطفي القديم. علماء النفس يرون أن الاستعراض المفرط للمال والترف قد يكون ردّ فعل على ماضٍ مؤلم، ومحاولة لإثبات الذات أمام العالم الذي سبق وتجاهلها.
عصر الاستعراض في زمن الجوع
لكن السؤال الأهم يبقى: ما معنى أن تتحدث مؤثرة عن هدية من الماس مقابل “طبخة”، بينما يعيش ملايين في مجاعة غزة؟ وما الرسالة التي تقدمها حين تضع الثراء في صدارة المشهد، في زمنٍ يئن فيه الناس تحت ضغوط المعيشة والحروب؟
يومي ليست ظاهرة فردية، بل عنوان لحقبة كاملة من “المؤثرين” الذين استبدلوا الموهبة بالاستعراض، والرسالة بالتصوير، والإنسانية بالبريق.