أطلت الفنانة يسرا اللوزي على السجادة الحمراء في الدورة الثامنة من مهرجان الجونة السينمائي الدولي، بإطلالة باللون البني الداكن، جمعت بين الجلد في الجزء العلوي والقماش في الجزء السفلي، في محاولة لدمج الجرأة والنعومة في قالب واحد.
حضور على السجادة الحمراء... لكن دون الأثر المنتظر
ورغم حضورها الواثق، لم تنجح الإطلالة في تحقيق التناغم المطلوب بين الملمس واللون والخطوط، إذ بدا الفستان حادّاً وجافّاً أمام طراوة ملامحها ورقتها المعهودة.
تناقض بين الشخصية والتصميم
يسرا اللوزي أكثر من ممثلة، هفي راقصة باليه سابقة ومقدمة برامج وعارضة أزياء مصرية، تمتلك خلفية غنية في التعبير الجسدي وفهم الصورة البصرية.
لكن هذا الاختيار تحديداً بدا بعيداً عن شخصيتها الفنية المرنة، إذ جاء الجلد العلوي ليكسر نعومة حركتها الطبيعية، بينما لم ينجح القماش السفلي في موازنة التكوين العام.
اللون البني، رغم أناقته الكلاسيكية، افتقر إلى الحياة على بشرتها الفاتحة، مما جعل الإطلالة تبدو أكثر صرامة وجدية من اللازم، وكأنها لا تعبّر عن روح الفنانة التي عرفها الجمهور في أدوارها المليئة بالحسّ الإنساني والرهافة.
حين يغيب الانسجام بين الفكرة والهوية
في عالم الموضة، لا يكفي أن يكون الفستان جميلاً؛ بل يجب أن يتحدث لغة من ترتديه.
وهنا، بدا أن فستان يسرا اللوزي تحدث بلغة أخرى: لغة التصميم الجامد لا لغة الجسد الحي.
إطلالتها هذه، التي كان يمكن أن تكون منصة لإبراز قوتها ورشاقتها الراقية، تحولت إلى تجربة بصرية قاسية الملمس، فقيرة في التعبير عن روحها الحقيقية.
الأناقة ليست تجربة بصرية فحسب
إطلالة يسرا اللوزي في مهرجان الجونة لم تكن فاشلة بقدر ما كانت مضلِّلة لهويتها.
هي فنانة تفيض بالأنوثة الناضجة، والحركة المرنة، والذكاء البصري، لكنها في هذه المرة سمحت للزيّ أن يخمد ذلك البريق الداخلي الذي لطالما ميّزها.