TRENDING
مشاهير تركيا

تراجع مشاهدات "المدينة البعيدة".. زلزال ومباراة أم مقاطعة جماهيرية؟

تراجع مشاهدات

يشهد مسلسل "المدينة البعيدة" (Uzak Şehir) أياماً مضطربة بعد أن سجل انخفاضاً ملحوظاً في نسب المشاهدة رغم انطلاقته القوية، حيث تصدّر المسلسل جميع الفئات بنسبة 14.14 في فئة Total، و10.02 في AB، و12.85 في ABC1.

أسباب فنية وتقنية

أكد المخرج بوراك ساكار أن الانخفاض لم يكن نتيجة للعمل نفسه، بل بسبب عوامل تقنية وخارجية، مشيراً إلى أن:

توقيت عرض الحلقة تزامن مع مباراة كبيرة، ما قلّل من متابعة المشاهدين.

عند الساعة 10:20 مساءً، انقطع البث بسبب الزلزال، وفشلت محاولات القناة في إعادة البث، ما أدى إلى خسارة نحو ثلاث نقاط في نسب المشاهدة.

عند الساعة 10:50 مساءً، وقع الزلزال مجدداً، فتراجع المؤشر بنقطة ونصف أخرى، ما أثر على إجمالي نسبة المشاهدة للحلقة.

الجدل السياسي والمقاطعة

لكن الموقف لم يقتصر على هذه العوامل التقنية، فقد أثار المسلسل موجة غضب واسعة في تركيا بعد ظهور مشهد اعتبره الجمهور مساساً بالعلم الفلسطيني. في المشهد، تظهر ممثلة ترمي الملابس وهي تقول: "سوف أغادر من هنا"، في تلميح اعتبره المتابعون مرتبطًا بألوان علم فلسطين، ما أثار ردود فعل غاضبة على منصات التواصل الاجتماعي.


الجدل بلغ ذروته مع إعلان الممثل محمد ياشا انسحابه من المسلسل احتجاجًا على المشهد، مؤكدًا أن ضميره لا يسمح له بالاستمرار في مسلسل يسيء للقضية الفلسطينية، قائلاً:

"فلسطين خط أحمر بالنسبة لنا، الأمهات والأطفال شهداء، وضميري لن يقبل بهذا الشيء. أعلم أن جميع الأبواب ستغلق في وجهي بعد هذا التصرف، ولكن إذا أغلق الله باباً، سيفتح باباً آخر. انتهى مسلسل المدينة البعيدة بالنسبة لي."


حملة المقاطعة الجماهيرية

لم يقتصر الغضب على الفنانين، بل انضم الجمهور إلى موجة الانتقاد، حيث دشن العديد من الأتراك حملات مقاطعة على منصات التواصل الاجتماعي، معتبرين أن المشهد يحمل رسائل سياسية غير مقبولة ويخالف الحس الوطني. كما أثارت الدعاية المبالغ فيها لبعض المنتجات، مثل كوكاكولا، انتقادات إضافية، معتبرين أن المسلسل أصبح خليطاً من السياسة والترويج التجاري.

السؤال المطروح

في ظل هذه الأحداث المتزامنة، يبقى التساؤل مطروحًا: هل كان تراجع نسب المشاهدة بسبب الزلزال والمباراة كما أشار المخرج؟ أم أن غضب الجمهور وموجة المقاطعة الجماهيرية هما السبب الحقيقي وراء الانخفاض؟ يبدو أن المشاهدين يقفون عند مفترق طرق بين الأسباب التقنية والفنية والأسباب السياسية والاجتماعية، وهو ما قد يحدد مستقبل المسلسل في الحلقات المقبلة.