TRENDING
مشاهير العرب

في ذكرى رحيله الأولى.. اللحظات الأخيرة في حياة مصطفى فهمي وأسرار مرضه

في ذكرى رحيله الأولى.. اللحظات الأخيرة في حياة مصطفى فهمي وأسرار مرضه

في مثل هذا اليوم 30 أكتوبر\تشرين الأول عام 2024، رحل الفنان مصطفى فهمي، شقيق الفنان حسين فهمي، بعد رحلة طويلة من العطاء الفني والهدوء الإنساني الذي ميز شخصيته داخل الوسط الفني وخارجه.

مرض مفاجئ ونهاية مأساوية

شهدت الأشهر الأخيرة من حياة مصطفى فهمي تدهورًا صحيًا تدريجيًا، إذ كان يعاني من نوبات صداع متكررة، ليكتشف بعد الفحوص إصابته بورم في المخ. خضع لجراحة دقيقة في أحد المستشفيات الخاصة، ثم تعرض لاحقًا لجلطة دماغية أثناء وجوده في فرنسا، خضع على إثرها لتدخل جراحي ناجح، لكنه لم ينجُ من جلطة ثانية في القاهرة أنهت حياته بهدوء.

من عائلة أرستقراطية إلى عشق السينما

ينتمي الشقيقان حسين ومصطفى فهمي إلى واحدة من أعرق العائلات الأرستقراطية في مصر. فجدهما محمد باشا فهمي كان رئيس مجلس الشورى، ووالدهما محمود باشا فهمي شغل منصب سكرتير المجلس، أما جدتهما أمينة هانم المانسترلي فهي صاحبة استراحة المانسترلي الشهيرة.

ورغم رفاهية الحياة العائلية، عانت الأسرة من تأميم ممتلكاتها بعد ثورة يوليو، وهو ما ولّد خلافًا بين حسين فهمي وجمال عبد الناصر، بينما اختار مصطفى الصمت والابتعاد عن الجدل، مكتفيًا بفلسفته الخاصة: "اللي فات مات."

بداية خلف الكاميرا

قبل أن يخطو إلى التمثيل، كان مصطفى فهمي شغوفًا بالتصوير. فقد حصل على بكالوريوس معهد السينما قسم تصوير، وبدأ مشواره الفني كمساعد تصوير في أفلام شهيرة منها "أميرة حبي أنا" و*"الشيماء"* و*"النداهة"* و*"الكداب"*.

صدفة صنعت ممثلًا

جاءت أولى خطواته التمثيلية بالصدفة حين رشحه المخرج عاطف سالم للمشاركة في فيلم "أين عقلي" عام 1974 أمام سعاد حسني ورشدي أباظة ومحمود ياسين. رغم صغر الدور، إلا أنه كان محوريًا ومؤثرًا، ونجح الفيلم في تمثيل مصر في الأوسكار ذلك العام.

مسيرة فنية هادئة وراقية

عام 1976 قرر مصطفى فهمي التفرغ للتمثيل، ليبدأ رحلة طويلة امتدت لعقود في السينما والتلفزيون، عُرف خلالها بهدوئه ورقيه وبعده عن الخلافات. ظل رمزًا للفنان المثقف الهادئ الذي يقدم فنه دون ضجيج.

عاشق الرياضة والحياة الصحية

تميز مصطفى فهمي بنمط حياة منضبط؛ إذ كان يمارس أكثر من ست رياضات بانتظام، ينام مبكرًا، ويتبع نظامًا غذائيًا صحيًا. هذه العادات جعلته يبدو أصغر من عمره الحقيقي حتى في آخر ظهور له في فيلمي "السرب" و*"أهل الكهف"."*.

وداعًا للفنان الراقي

رحل مصطفى فهمي عن عمر ناهز 82 عامًا، تاركًا خلفه تاريخًا فنيًا يليق بعائلته العريقة، وصورة للفنان الهادئ المحب للحياة، الذي عاش كما أراد: بلا صخب، وبكثير من الرقي.