اختُتمت في العاصمة اللبنانية بيروت أعمال الدورة الحادية والعشرين من الملتقى الإعلامي العربي، الذي انعقد يومي 29 و30 أكتوبر 2025 تحت شعار:«الإعلام والتنمية.. تحالف الحاضر شركاء المستقبل»، برعاية فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزاف عون، وحضور وزير الإعلام الدكتور بول مرقص، والأمين العام لجامعة الدول العربية السيد أحمد أبو الغيط، والمدير العام للمعهد العربي للتخطيط الأستاذ الدكتور عادل الوقيان، بمشاركة نخبة من الوزراء والمسؤولين والإعلاميين والأكاديميين والخبراء من مختلف الدول العربية.
وأكد المتحدثون في الجلسة الافتتاحية – التي شملت كلمات للأستاذ ماضي عبدالله الخميس الأمين العام للملتقى، والدكتور عادل الوقيان، ومعالي الوزير بول مرقص، والسيد أحمد أبو الغيط، وفخامة الرئيس العماد جوزاف عون – أن انعقاد الملتقى في بيروت يحمل رسالة عربية إيجابية بأن لبنان ما زال بلدًا للأمان والاستقرار والتنوّع والحوار والإبداع الإعلامي.
وشهدت فعاليات الملتقى على مدى يومين جلسات حوارية ثرية تناولت واقع الإعلام العربي في ظل التحولات التقنية، ودوره في حماية الهوية الوطنية وتعزيز الوعي المجتمعي، إلى جانب بحث مستقبل المهنة أمام ثورة الذكاء الاصطناعي والمحتوى الرقمي، وتأثير تطور أدوات الاتصال على قيم الحرية والمصداقية والمهنية.
التوصيات والنتائج
في ختام أعمال الملتقى، أصدر المشاركون بياناً ختامياً تضمن مجموعة من التوصيات والرؤى المستقبلية لتطوير المشهد الإعلامي العربي، أبرزها:
-التقدير والشكر لفخامة الرئيس العماد جوزاف عون على رعايته الكريمة وتشريفه فعاليات الملتقى، ولوزارة الإعلام اللبنانية ووزيرها الدكتور بول مرقص على الجهود التي ساهمت في إنجاح الحدث، مع الإشادة بكرم ضيافة الشعب اللبناني.
-التأكيد على صون حرية الرأي والتعبير كركنٍ أساسي في أي مشروع إعلامي عربي، مع ضرورة تهيئة بيئة تشريعية وتشغيلية تضمن ممارسة الحرية بمسؤولية مهنية ووطنية.
-تعزيز التكامل الإعلامي العربي عبر آليات مشتركة لتبادل الأخبار وتنسيق السياسات الإعلامية بما يخدم قضايا الأمة العربية ووحدتها الفكرية والثقافية.
-تشجيع إقامة الفعاليات التدريبية والملتقيات الإعلامية التي تعزز تبادل الخبرات وتنمية المهارات المهنية بين المؤسسات العربية العامة والخاصة.
-الاهتمام بالشباب الإعلامي العربي من خلال دعم برامج التدريب والتمكين، وإطلاق مبادرات ومسابقات تحفز الإبداع لدى الجيل الجديد.
-تأييد مبادرة إنشاء منصة الإبداع الإعلامي العربي لتكون حاضنة للمواهب والمشاريع الابتكارية، ودعوة جامعة الدول العربية لتبنيها رسميًا.
-مواكبة التطورات التكنولوجية في الإنتاج والتحرير الإعلامي والاتصال الجماهيري، بما يضمن انتقال المؤسسات الإعلامية العربية إلى فضاءات أكثر تنافسية وابتكارًا.
-مراجعة القوانين الإعلامية العربية لتواكب العصر الرقمي وتوازن بين حرية التعبير وحماية الخصوصية ومكافحة التضليل.
-الإشادة بالمبادرة اللبنانية لتحديث قانون الإعلام، كما طرحها وزير الإعلام الدكتور بول مرقص ورئيس لجنة الإدارة والعدل النائب جورج عدوان خلال جلسات الملتقى، لتكون نموذجاً عربياً حديثاً للتشريعات الإعلامية.
-إنشاء مرصد عربي للتطورات الإعلامية يتابع المستجدات التقنية والقانونية ويصدر تقارير سنوية حول التحولات الرقمية.
-تعزيز التعاون بين المؤسسات الإعلامية والجامعات ومراكز البحث لتطوير مناهج تعليمية جديدة في الإعلام الرقمي والذكاء الاصطناعي.
-توحيد الجهود الإعلامية العربية لمواجهة التحديات المشتركة، خصوصاً في مكافحة الأخبار الزائفة والانتهاكات المهنية.
-إطلاق حملات توعوية عربية مشتركة لدعم قيم الحوار والتسامح والاحترام المتبادل.
-تعزيز دور الإعلام في دعم خطط التنمية المستدامة عبر خطاب إيجابي يربط بين المعرفة والتقدم.
-إنشاء صندوق عربي لدعم المبادرات الشبابية الإعلامية بإشراف الأمانة العامة للملتقى وبالشراكة مع القطاعين العام والخاص.
-توسيع التعاون بين الملتقى والمؤسسات العربية والدولية العاملة في مجالات الاتصال والتدريب والبحث الإعلامي.
-تأكيد أهمية إقامة المزيد من الفعاليات الإعلامية في لبنان لدعم نشاطه الثقافي والإعلامي واستعادة دوره الريادي في المنطقة.
-توجيه الشكر والتقدير للشركاء والداعمين وكل من ساهم في إنجاح الدورة الحادية والعشرين من الملتقى.
وفي الختام، عبّر المشاركون عن امتنانهم للبنان حكومةً وشعباً على حسن الضيافة وحفاوة الاستقبال، مشيدين بجهود الأمانة العامة للملتقى الإعلامي العربي في تنظيم هذا الحدث النوعي بالتعاون مع وزارة الإعلام اللبنانية.