في فضاء النادي الثقافي العربي، أقيمت أمسية موسيقية جمعت الفنانة جيسيكا شديد، بصحبة العازف والملحن والكاتب سيزار إبراهيم، وإيقاع ربيع شهدان الذي أضفى خبرته ولمسته الخاصة على الأداء.
كان الصوت الدافئ لجيسيكا يتناغم مع البيانو الرقيق لسيزار، فيما جاء إيقاع ربيع ليكمل المشهد الموسيقي بتناغم متقن، ما خلق أجواءً من الانسجام جعلت الحضور يفيض تصفيقًا وابتسامات، كأن الموسيقى وحدها تجمع الجميع في لحظة واحدة لا تُنسى.
الحفل شكّل فرصة لعرض أعمال جيسيكا وسيزار الجديدة، أكثر من عشر أغانٍ تحمل طابعًا متنوعًا بين الرومانسية، الروحانية، والتمويه، مع توزيع مبتكر يمزج بين المألوف والجديد. وقد أضفت جيسيكا لمستها الخاصة من خلال تلوين الأغاني وإضافة جمل موسيقية مميزة، ما جعل الأداء ثمره تعاونًا فنيًا متكاملًا.
تتمتع جيسيكا شديد بصوت دافئ وقوي، قادر على الوصول إلى جمهور واسع، لكنه يحتاج إلى دعم لتتبوأ الصفوف الأولى في عالم الغناء. أما سيزار إبراهيم، فتتجلى قوته في كلماته العميقة التي تصلح لأن تكون أساسًا لأغانٍ تبدو كخلفية لموسيقى تصويرية، حاملة في طياتها جملًا شعرية جميلة وعميقة، تتخذ من النفس البشرية وتجارب الحياة العبثية مصدرًا لها. الكلمات هنا ليست مجرد حروف، بل انعكاس فلسفي للحياة ومآسيها، ما يمنح كل أغنية بعدًا فكريًا وروحيًا فريدًا تكمله الموسيقى التي تناغم مع الكلمات بانسيابية.
الأغاني موجهة لمختلف الفئات، غير محصورة بنمط محدد. طموح سيزار وجيسيكا يتجاوز حدود الغناء العادي، ليشمل شارات مسلسلات وأفلام، وحفلات، وحضور قوي على السوشال ميديا، مع أسلوب تدريجي وواقعي في تطوير العمل الفني.
هذه الأمسية لم تكن مجرد أداء موسيقي، بل تأكيد على قدرة الفنانين على خلق لحظة إنسانية حقيقية، حيث يجتمع الصوت، الكلمة، والإيقاع ليصنع تجربة فنية متكاملة، قادرة على لمس الروح قبل الأذن.