سلافة معمار بشخصية أسيل في "الخائن" شخصية مرشدة تمسك بالمشاهد كأنها رسولة الغبن والحق والإبهار.
أتقنت سلافة هذا الدور الشائك وصار حضورها كتعويذة الحب، نترقبها حتى ولو أخذت الكاميرا لحظة من نظرة عينيها لتأخذنا معها إلى شواطىء تبدأ ولا تنتهي.
سلافة معمار أو أسيل تتحدان.. بتنا لا نفرّق بين هذه وتلك. دخلت في الدور حتى صرنا نراها ضيفة تحل في بيوتنا ونريد أن نستشيرها أو نقف عند نصيحتها أو نسألها كيف استطاعت المواجهة بكل هذا الصمود وبهذه الطريقة.
أسيل امرأة من قلب الدراما خرجت حتى تكون درساً في الحياة. مثال وصورة يُحتذى بها. سيدة تعيش بين الألغام وتحفر لنفسها درباً سماته السلام وحفافيه مزهرة. وهنا تكمن الصعوبة في إخراج هذا الكم الكبير من الحب والإيجابية من نص متخبط بالسلبية ويخرج منه.
الدكتورة أسيل صارت قدوة ومحط حب وشخصية نشتهيها ونتمثل بها. من أين أتت بكل هذا التدفق حتى صارت معلمة في ميدان الحياة الزوجية والاجتماعية؟
سنقف مع أسيل ومن أمامها مع سلافة معمار التي نشرت الحب في كل مشهد ووزعت درساً يُحمل في طيات العقول.
الذكاء
بالرغم من الحب الذي تعيشه أسيل في بيتها الزوجي العامر بالهدوء والسكينة، لم تكن مغفلة، فشعرة شقراء واحدة على كتف السترة أدت إلى تتبع أثرها واكتشفت أن خلف هذا الحب الزوجي خيانة.
ومن بعدها راحت تعيش المآسي وتعالجها بحنكة وروية فكانت الصبورة والذكية التي عرفت كيف تربح المعركة بأقل خسائر، وتحافظ على وهجها ومكانتها بالرغم من ان ما حصل معها يجعل الجبل ينهار.
معلمة الصبر
لا تنفعل أسيل كما تفعل المرأة المغبونة بل تستدرج العقل في تصرفاتها، والهدوء في شخصياتها والتأني في قرارتها، وتذهب بها إلى أبعد الحدود. تتصرف بحنكة وتصبر وتبلع وتربط جأشها وتستكين في المصائب. وتأخذ قرارها بتمعن.
عندما تطلقت انهارت في الخفاء، بقيت واقفة كوتد عالجت أمورها بتروٍ وصبر. واخذت كل قرارتها بعد تفكير. وكانت عياناها الملوّنتان تنم عن ألوان الدنيا كلها. تعرف كيف تضع حدوداً لعدم الخروج عن طورها.
تسمع تصغي وتصمت ثم تتصرف بكل سكينة وتكون ضربتها قاضية. هذا الصبر هو درس يجب ان يُعلم.
الصلابة
تواجه أسيل كل أنواع التخبطات، طليقاً يغار عليها يحاربها ويطاردها ويتربص بها. هي أم متفانية لولد مغفل أحياناً، يفضل زوجة والده عليها. تواجه أصدقاء لم ترمقهم بنظرة لكنهم غدروا بها، ومكائد تنصب لها من هنا وهناك، يكفي أن هناك نورا وابنتها تيا حتى تكون حياتها كارثية.
واجهت مصابها بصلابة، عقدت مع نفسها المواجهة بطرق تحميها من أعداء وضعوها نصب عيونهم. لم تنزلق في طرقهم النجسة بل احتاطت وتحصنت نفسها. وفي حال لزم الأمر كشفت عن مستورها. كالفيديو الذي صورته لطليقها وهو يتودد لها في حال اتهمت بالتحرش به واستدراجه.
الاستقامة
أسيل امرأة محزونة بكل ما فيها منذ نشأتها وحتى آخر فصل في حياتها. كل هذا يجعل منها سيدة تختزن القهر وقادرة أن تفجره لعنة. إلا انها تسلك طريقاً مختلفاً. تحافظ على الود، تنتهج الحق، لا تزيح عن أخلاقها وقيمها. تبقى مهما اشتدت المصائب والغدر عليها واقفة كضوء من نور لا يقبل الخطيئة.
تعالج ضاربها وغريمها، تحن على اصدقائها، لا تنبس بكلمة سوء ضد من كان زوجها. تعرف الخطأ تبتلعه ولا تزفر إلا عن الاستقامة مهما كان الموقف شيطانياً.
الجمال
أسيل بمكنون سلافة معمار سيدة جميلة خارجاً وداخلاً. بسيطة في كل ما تفكر به وتقوم به. نظن أنّها ساذجة أحياناً في ردّات فعلها ومواقفها، لكن في الحقيقة هي تنضح بما تحويه جرارها. جمال روح لا تعطي الأمور أكثر من معانيها.
تلبس البراءة في كافة مواقفها وتظهر كأنها ملاك. تعرف شياطين من حولها فلا تهزهم أكثر، بل تحاول اسكاتهم بالحسنى، فتزداد جمالاً ورقياً.
عندما تطل على ناسها تبهر، فهي تلبس روحاً من نقاء، وعيوناً نافذة لمدى هذه الحياة التي فيها اللعنة وفيها الخير. فتبرق وتشتّي وتهطل.. قادرة على الجرف أن أرادت.
أسيل سيدة مبهرة في تماسكها وحيويتها، وسلافة معمار اعارتها عينيها حتى تصبح "رادار" يجذب كل جمالية ونقع في فخ عشقها.