يعود فؤاد سركيس المصمم اللبناني المبدع إلى أعماق التاريخ، يصوغ أثواب ملوك الفراعنة، يوشّي القماش بأنفاس الملوكية ويرفع التيجان على منصّات الفن. يحول اللباس رحلةً عبر الزمن، حيث تمتزج الحِرفة بالأسطورة.


سلمى بو ضيف وهدى المفتي بلوحات فرعونية
في ليلة افتتاح المتحف المصري الكبير، تألقت النجمتان سلمى أبو ضيف وهدى المفتي بتصاميم مذهلة من توقيع سركيس، وكأنهما خرجتا من معابد الأقصر لتعيدان للحاضر سحر الملوك وبريق الحضارات القديمة.
فساتين فؤاد سركيس جاءت كلوحات فرعونية نابضة بالضياء، منسوجة بخيوط الذهب، تتهادى على الجسد كأنها أنفاس النيل عند الفجر، تزينها نقوش وإكسسوارات تحاكي التيجان الملكية وأساور الكهنة. كل تفصيل فيها يحكي عن حضارةٍ باقية في الذاكرة، وعن فنانٍ يعرف كيف يجعل من القماش سردًا بصريًا للتاريخ.
سركيس مصمم المخيلة المبدعة
وسركيس ليس غريبًا عن هذا النوع من الإبداع الأسطوري؛ فهو الذي صمّم عام 2010 أزياء الفوازير الشهيرة للفنانة ميريام فارس، حيث أطلق العنان حينها لمخيلةٍ عابرةٍ للحدود، وابتكر أزياء بدت كأنها خرجت من حلمٍ ملون. ومنذ ذلك الحين، أثبت أنه لا يشبه أحدًا، بل يشبه الفن حين يتجسّد في إنسان.
فؤاد سركيس يؤلف فساتين ليخلق عوالم. يكتب التاريخ بلغة القماش، ويسافر بنا عبر تصاميم تنبض بالخيال والرفاهية والثراء. معه، يصبح الثوب بوابةً إلى الماضي، والأنوثة عرشًا يُنصّب عليه الجمال من جديد.
