يستعد فيلم "سنو وايت" (Snow White) في نسخته الحية لدخول دور العرض العالمية خلال أيام، وسط حالة من الاستقطاب الحاد والجدل غير المسبوق الذي يحيط بالعمل منذ لحظة الإعلان عنه. وبينما كانت تراهن شركة "ديزني" على تحويل كلاسيكيتها الخالدة لعام 1937 إلى نجاح تجاري مضمون، وجد الفيلم نفسه محاصراً بأزمات سياسية وفنية جعلت النقاد يتساءلون عما إذا كان العمل سيتحول إلى سقطة تاريخية في سجلات الشركة العملاقة.

استقطاب سياسي يتجاوز حدود الشاشة
على عكس التوقعات، لم يقتصر الجدل حول الفيلم على مستواه الفني، بل انتقل إلى قلب الصراعات السياسية العالمية. فقد تصدرت بطلة الفيلم، راشيل زيغلر، المشهد بتصريحاتها الداعمة لفلسطين، وفي المقابل، واجهت الممثلة الإسرائيلية غال غادوت، التي تؤدي دور "الملكة الشريرة"، حملات مقاطعة بسبب مواقفها المؤيدة لإسرائيل. هذا الانقسام الحاد حوّل منصات التواصل الاجتماعي إلى ساحة للمقاطعة المتبادلة، ما وضع الفيلم في موقف تسويقي حرج قبل طرحه تجارياً.

اتهامات "الصحوة المفرطة" وتغيير هوية الشخصيات
واجهت ديزني انتقادات لاذعة اتهمتها بتبني أجندة "الصحوة المفرطة" (Woke Culture)، بدأت باختيار زيغلر ذات الأصول اللاتينية لتجسيد الشخصية التي عُرفت تاريخياً ببشرتها "البيضاء كالثلج". ولم تتوقف الأزمة عند هذا الحد، بل أججت تصريحات زيغلر الغضب الجماهيري بعد انقادها للنسخة الأصلية للفيلم ووصفها لقصة الحب التقليدية بأنها "عفا عليها الزمن"، مما اعتبره عشاق الكلاسيكيات تشويهاً لجوهر القصة إرضاءً لخطابات ثقافية معاصرة.
أزمة "الأقزام السبعة" والمؤثرات البصرية
تطور الخلاف الفني ليشمل "الأقزام السبعة"، حيث قررت ديزني استبدالهم بـ "كائنات سحرية" مصممة بتقنية CGI، وذلك استجابةً لانتقادات تتعلق بالصور النمطية. ومع ذلك، أثار هذا القرار غضب ممثلين من ذوي القزامة الذين اعتبروا الخطوة حرماناً لهم من فرص العمل والتمثيل الحقيقي. ومع ظهور الصور الأولى للشخصيات الرقمية، لم يسلم الفيلم من سخرية الجمهور الذي قارن بين جودة المؤثرات البصرية وبين ميزانية العمل الضخمة.
هل تصدق نبوءة "الخسارة المالية"؟
تتصاعد المخاوف داخل أروقة هوليوود من أن يطبق الفيلم قاعدة "Go woke, go broke"، خاصة مع تقارير صحفية تشير إلى احتمالية عزوف قطاع كبير من الجمهور عن شباك التذاكر. ورغم محاولات المخرج مارك ويب الدفاع عن العمل باعتباره "تحديثاً يعكس العالم المعاصر"، يبقى السؤال قائماً: هل ينجح "سنو وايت" في كسر طوق الأزمات وتحقيق الأرقام المطلوبة، أم يظل ذكرى "تفاحة مسمومة" أطاحت بطموحات ديزني في عام 2025؟