TRENDING

تيا (مرام علي) في الحلقات الأخيرة "للخائن" تودعنا على جنون. هل الحب هو سبب هذا الجنون؟ أم أنّ ابتعاد الحبيب عنها يسبب لها هذه النوبات العصبية التي تجعلها غير قادرة على التحكم بنفسها فيطير عقلها وتصاب بنوبات جنونية؟ أم أنها في الأساس مجنونة وكان يلزمها هذا الضغط النفسي في علاقة غير مستقرة حتى تظهر عدم اتزانها؟

فصول الدراما التركية تصاب احياناً بهذيان غير منطقي. فقد تطورت الأمور في "الخائن" ليظهر حب تيا لسيف (قيس الشيخ نجيب) حبا مرضيا سقيما، تضاف شخصيتها المتضعضعة إلى العديد من الشخصيات غير المتوازنة في العمل.


جنون سيف

سيف الانتهازي الخائن الذي يريد كل شيء لنفسه من مال وسلطة. يدعي الحب حتى يحصل على مراده من ثروة زوجته تيا. هو لا يحبها ولا يطيق قربها لكنه صابر من أجل المال ومن أجل أن ينفذ مخططه في سلب أكبر قدر ممكن من الثروة. شخصية تمثل جانباً آخر من الجنون.

سيف الشخصية المهزوزة يعاني من جنون من نوع عميق وخطير، فهو الذي صرف مال زوجته السابقة أسيل (سلافة معمار)، والذي كان عبارة عن وديعة تحتفظ بها من أجل تعليم ابنهما على عشيقته الشابة، والذي ينافق في علاقته مع زوجته التي يدعي بحبه لها.

الجنون في شخصية سيف قد لا يبدو ملحوظاً بالمفهوم المتعارف عليه، إذ أن مفهوم الجنون يلبس من يكون صريحاً في مشاعره المتطرفة مثل تيا. أما المنافق اللعوب الخائن الكاذب كسيف يعتبر فهلويا رغم كل الشذوذ الأخلاقي الذي يتصف به.



أسيل خسرت اتزانها

أسيل (سلافة معمار) التي بدت في بداية المسلسل الشخصية المتوازنة التي تخاف على مشاعر ابنها وتتصرف دوماً ضمن الموازين الأخلاقية الرصينة. باتت في أخر العمل امرأة ملؤها الحقد والكراهية. تخلت عن مفهوم الرصانة وظهرت كأم غير آبهة لمشاعر ابنها الذي ينهار ويعيش الخوف من تصرفات والدته غير المنطقية تجاه تيا. ضرب آخر من الجنون وافتقاد التوازن.

هذا التبدل في شخصية أسيل من طبيبة متزنة إلى سيدة انتقامية تعمل بذكاء حاد من جل تقويض شخص تيا التي يبدو للجميع إنها على شفير هاوية، هذا الغل وهذا الذكاء الأسود المستتر وهذا الادعاء بأنها تحب زوجها السابق وتريده في حين هي تخطط لتدميره وتدمير زوجته وبيته، ثم ترفع ضحكة شاهقة على خرابهم هو أقصى درجات الجنون.


مظلومة تيا بصفة الجنون. لأن الكل مجانين حولها بتصرفاتهم ونفسياتهم، لا بل تبدو أكثر براءة وأكثر نقاء من سواها لأنها واضحة وتقول الأمور كما هي.

لكن المجتمع يحب ان يطلق صفة الجنون على الواضح العلني الذي يعبر عما ينتابه من مشاعر متطرفة. أما الخبيث المحتال المتلطي خلف ستار الوداعة ليس مجنونا بل ذكياً وفهلوياً.

إن كان الجنون هو التطرف في السلوك فسيف وأسيل ليسا أقل من تيا جنوناً لا بل جنونهما أعتى وأخطر. بانتظار أن نرى نهاية العمل يبقى أن نقول المصحة النفسية تحتاج إلى معالجة العديد من الشخصيات في عمل "الخائن".

يقرأون الآن