TRENDING

أقفل "الخائن" ستارته في حلقته التسعين، ومعها أغلق موسماً من الحب والضغينة والانتظار.

نهاية بدت كأنها بداية لحياة جديدة مرممة بالخير، لأبطال عشنا معهم النكسات والمقالب والشرور.

أخذ الخائن حقه بوزنة طابشة فخرج سيف (قيس الشيخ نجيب) من السجن وعاد وحيداً يعيش في البيت الذي نشأ فيه مجرداً من كل شيء، من ماله وعائلته وأولاده. نهاية كان يستحقها من استخف ولعب بمشاعر المرأة حوله، وقاد الحياة كأنها مركبة تخصّه ويفعل ما يهوى له دون حسيب أو رقيب. منظره الأشعث في النهاية كان كدين يدفعه ثمن كل الأخطاء التي ارتكبها.


دور لعبه قيس الشيخ نجيب بكل اريحية وأجاد في التقلب بين شخصية الموهوم والعاشق والانتهازي، وصدقناه في كل مفصل مقدماً لنا عرضاً مدهشاً لشخصية سيف الذي لم نحبه أبداً ولا نريده في ديارنا.

أما تيا (مرام علي) فجعلت كل مشاهد يعتذر منها على الضغينة التي حملها ضدها على طول الخط من زواج وغيرة وتعلق مجنون. غسلتها مشاعرها الصادقة التي جرفتها حتى النهاية التي كادت تودي بحياتها انتحاراً. حياة جديدة بدأتها تيا مع رجل يقدرها ويحبها كما هي دون أي شيء. هذه التخريجة لتيا تعيد الإنصاف لشابة ذنبها أن أحبت بكل جوارحها حتى فقدت عقلها.


أدت مرام علي هذه الشخصية باحتراف، وأطعمتنا من صحنها المرّ فكرهناها وأشفقنا عليها وسعدنا لنهاية شفائها وسعادتها، ولم يكن شعورنا هذا سوى لأنها مبدعة وقادرة أن تشركنا في أدائها.

أما أسيل (سلافة معمار) سنشتاقها بعدما حزمت أمتعتها وغادرت فاتحة لنفسها صفحة جديدة، دون أن تشفى من جرحها ومن دون أن يعيد الانتقام لها قرارة عينها، ودون أن تشعر أنها اكتفت. أسيل الشخصية الهادئة التي أعطتنا دروساً بالتروّي والذكاء والدهاء ورباطة الجأش. غادرت بعد أن استعادت أمانتها من الدمع والجرح. وتصالحت مع خصمها وخائنها وضرتها.


لم يفارق الكّبر شخصية أسيل. وسلافة معمار أدت دورها بتلك الأناقة وذاك الوجه المعبر والنظرات الحارقة. دور خلّد كل تفصيل فيها.

اما نورا الزين (ريتا حرب)، فجعلت من متابعيها كحجر في بحر نزلنا بحرها دون صعود. غرقنا في وهجها وأناقتها وحبها لعائلتها وقوتها، وأدائها بين الحنو والصبر ومواجهة المصائب، وبقيت قوية متزنة وتفتح مجالاً للصفح والحب. كما فعلت مع أسيل ومع سامر. غرقنا في بحر ريتا حرب لا نريد الخلاص منه. نكتشف فيه العفوية والصدق والجمال. باختصار ممثلة بينشاف الحال فيها.


سامر (خالد شباط) كان يستحق هذا المجد الذي ناله. عوّضه الحرمان بثروة كبيرة وحب جميل وعائلة كان يحلم بها. كيفما كان برع خالد سواء سامر النجار الشاب اللقيط "الزعوري" أو الشاب ابن العائلة ذات المكانة.


عودنا خالد شباط على ثباته وقدراته وقادر دوماً أن يلبس الدور ويعطيه بعداً آخر من جبلة الفن النقي.

تاتيانا مرعب في دور جمانة الصديقة التي وقفت بكل ما يتطلبه الصديق من صبر وتضحية وعطاء وستر. اعطتنا جرعة جميلة من الصفات الجيدة أدتها بتلك الروح السمحة، والوقفات التي تخبرنا بأن الدنيا بألف خير. هنيئاً لها كرئيسة أطباء في نهاية "الخائن". كانت شخصية ترسل الامل وتاتيانا قدمت قسطها للعلى كممثلة محترفة كبيرة يحسب لها حساب.

اما رولا بقسماتي التي غادرتنا قبل النهاية، تاركة في نفوسنا صدى صوتها الرقيق المميز وعفويتها وشخصيتها التي تماهت مع دور نادين الجارة والصديقة التي نتمنى أن نحظى بها.


بدورها أمل (جينا أبو زيد) صاحبة الوجه التفاؤلي العفوي، أوصلت دورها مشّرباً بماء الطيبة والعفوية القصوى، واستطاعت أن تقف أمام الكبار والمتمرسين الند للند. كانت عطر المسلسل ونداه بشخصيتها التي لم تهتز مرة ولا تلوى ذراعها بل استطاعت تأدية دورها كحبيبة ومخلصة ونقية وأخيراً كأم تنتظر مولودتها بكل شفافية وصدق.


أما يزن(قيس صبح) وكنان (عزام الشبعان) موهبتان متفتحتان يمكن البناء عليها مستقبلاً، لم تهتز مفاصلهما في عمل كبير مضنٍ. بل كانا على قدر المسؤولية ويبشران بخميرة واعدة.

في الخلاصة نهاية "الخائن" أتت مثلجة للصدور كل أخذ حقه. فهذه النهاية لأحداث مؤلمة وشيقة شكلت بداية لحياة عادلة كل مشاهد يأخذ منها العّبر والدروس.

يقرأون الآن