TRENDING
حول انطلاقة

"ولاد بديعة" مسلسل حول علاقة الاخوة القائمة على العداوة والإرث والمال والطمع. سرعان ما اتضحت معظم خيوط هذا العمل الذي يشارك فيه كبار الممثلين السوريين.

احداث هذا العمل بكبرها وفضاحتها هي اللون الفاقع والجذاب للأحداث. خلال أول حلقتين لم نر سوى السوداوية والمؤامرات والقتال ونصب الفخاخ بين الأبطال الأخوة، وبين أبناء الكار الواحد الذين يعملون كدباغة في ضواحي مدينة دمشق.


بديعة هي السر رغم غيابها

بديعة هي السر الكامن خلف كل هذه الحكاية رغم غيابها. وهي السيدة الفقيرة المشردة المتعثرة في النطق، أتت منطقة الدباغة وبرفقتها طفلة جميلة بلا اسم يحن عليها كبار الدباغين عارف الدّباغ ويسمي طفلتها "سكر" التي ستصبح سلافة معمار عندما تكبر. يتقرب منها عارف الذين لديه ابن وحيد اسمه مختار ويتزوجها زواجاً غير معلن وينجب منها توأمين شاهين وياسين اللذين يرثان تركة والدهما. وتبدأ الخلافات والمؤامرات بين الأخوة غير الأشقاء.

يبدأ العمل حاملاً خُرجاً واسعاً من الظلم والقساوة والسوداوية. فمحمود نصر بشخصية "مختار" ذاك الشاب المريض الذي يعاني من مرض نفسي وأمراض أخرى، مريض بالضغينة والقسوة ونصب المكائد ويبدو أنه خلف مقتل بديعة. شخصية نارية متقدة بالشر وغير مريحة يلعبها محمود نصر بكل اريحية وبشخصية مركبة مهزوزة وكيدية.

سلافة معمار بشخصية "سكر" امرأة مختلفة صاحبة ملهى ليلي تبدو أنيقة وسيدة موقف وذات شأن وقوة. لكن هي في المقلب الأخر سيدة تعاني من تاريخها ومن زوج يسرقها ويستغلها ويكذب عليها وجل ما تريد منه طفلا يشعرها بأمومتها وأنوثتها.

سلافة معمار شعلة البداية

تلعب سلافة معمار هذا الدور بطريقة مختلفة عما اعتدنا عليه سابقاً من أدوار، خاصة مؤخراً بعد مسلسل "الخائن" حيث كانت السيدة الرصينة المتعلمة، هنا هي امرأة لديها تاريخ عانت ما عانته بسبب تشردها وفقدان هوية والدها.

حتى الآن تبدو سلافة معمار هي الشخصية الأكثر تأثيراً بحركاتها وألفاظها وطاقاتها. شخصية علنية تواجه وتفرض نفسها بشكل مباشر دون لف ولا دوران. تحمل النقيضين بين القوة والضعف، بين القدرة على التخلي وبين الطيبة والارتباط، بين سيدة تدير عملها وبين امرأة ضعيفة همها أن تكون أماً.


سلافة معمار هي الشخصية التي تقوم بدور المواجهة في كل شيء بعكس باقي الأخوة الأبطال الذي يعتمدون الخسة ونصب المكائد. وهذا ما يجعل من حضورها صارخاً من بداية العمل.

نحن أمام عمل قوامه الخلافات العائلية القائمة على الطمع والمال والميراث. ربما يستجد علاقات بيضاء تكسر هذه السوداوية التي ظللت مشاهد البداية.

استطاعت المخرجة رشا شربتجي أن تنسج الوقائع بين الماضي والحاضر بكاميرا ذكية وعين خلاقة ونسج مفهوم. تاركة متسع من التشويق والإثارة، تعيدنا إلى أواسط القرن الماضي بأحيائه وناسه والعلاقات الي كانت قائمة.

يقرأون الآن