يواجه مسلسل "الحشاشين" الذي يُعد واحداً من أضخم المسلسلات الرمضانية إنتاجاً، انتقادات مبكّرة، حيث رصد المشاهدون الذين يعتبرون أنفسهم الحكم البارز والأساسي في ماراثون السباق الرمضاني، بعض الأخطاء الإخراجية التي وردت ضمن مشاهد حلقاته الأولى، ما شكل حالة جدل واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي.
فما هي الأخطاء التي اكتشفوها في المسلسل؟
اللغة العامية بدلاً من الفصحى
رغم ميزانية "الحشاشين" الضخمة جداً وتصويره في عدّة دول، وبرؤية إخراجية رائعة، يعيبه عدم استخدام اللغة العربية الفصحى... فقد كان للبعض مآخذ على استخدامه اللهجة العامية المصرية، موضحين أن العمل كان يحتاج في سرده التاريخي إلى اللغة العربية الفصحى، على نهج المسلسلات التاريجية والدينية.
العمار الإسلامي للمساجد
من الأخطاء التي تصدّرت مواقع التواصل بكثرة، وسط استفسارات المتابعين، تتعلّق بصور العمارة الإسلامية للمساجد.
وأشار منتقدو المسلسل إلى أن مدينة أصفهان التي تدور أحداث المسلسل داخلها كانت تعتمد على العمارة السلجوقية، رغم أن عمارة مغول الهند هي الحاضرة في المسلسل وليست السلجوقية.
هذه هي العمارة السلجوقية في اصفهان
— Mahmoud? (@Mahmoudzarzor) March 12, 2024
بينما في مسلسل الحشاشين
صورت اصفهان مبنية على طراز الموغال الهندي
وهو طراز لم يظهر الا بعد ذلك بقرون
على يد سلاطين الهند من الموغال المسلمين
ويمكن رؤيته بوضوح في قلعة أجرا pic.twitter.com/o8d4sz4mia
مآذن المساجد
لاحظ الجمهور أيضاً صورة كانت لمآذن مساجد القاهرة في العصر المملوكي في القرن الحادي عشر، أي قبل ظهور المماليك، بينما يعرض مسلسل "الحشاشين" العصر الفاطمي.
مشيرين إلى أن الدولة الفاطمية ظلت تنازع حتى عام 1171، عندما استقل صلاح الدين الأيوبي بمصر بعد ۏفاة آخر الخُلفاء الفاطميين، وجاءت الدولة الأيوبية، ثم أعقبتها المملوكية.
الحشاشين
— Wael Abbas ???? ???? وائل عباس (@waelabbas) March 11, 2024
مراجعة الحلقة الأولى
تتر المسلسل يحتوي على مدن ذات طابع معماري هندي ومملوكي
لا علاقة لهم بعصر الحشاشين
فالطراز المعماري المملوكي لم يظهر الا بعد تلك الفترة بقرون (صورة 4)
الصليبيين يستخدمون لغة فرنسية حديثة
في القرن 11 لم تكن اللغة الفرنسية قد ظهرت بعد
كانت هناك فرنسية… pic.twitter.com/rd3CLE7wFi
تتر العمل احتوى على أخطاء
كما أكد عدد من النقاّد، بأن تتر المسلسل يحتوي على مدن ذات طابع معماري هندي ومملوكي لا علاقة لها بعصر الحشاشين.
كما يشدّد النقّاد المختصون بالتاريخ القديم والحديث، أن الطراز المعماري المملوكي لم يظهر إلا بعد تلك الفترة بقرون.
ناقد مصري يتوقّع أن يستمر الجدل حتى عيد الفطر
من جانبه، قال الناقد الفني المصري، أحمد سعد الدين، إن قصة مسلسل "الحشاشين"، مثيرة للجدل حتى قبل الإعلان عن تقديمها في عمل فني خلال موسم رمضان 2024، خاصة وأن آراء متعددة حول القصة.
وأكد سعد الدين، خلال مداخلة لبرنامج "تفاعلكم"، عبر قناة "العربية"، وقوع صناع المسلسل بالأخطاء المعمارية، خاصة أن باريس لم تكن موجودة بهذا الشكل والاسم في القرن الحادي عشر.
وشدّد الناقد على أهمية خضوع المسلسل لمراجعة من أساتذة تاريخ سواء على المستوى المعماري والفترة التاريخية، مشيراً إلى أن المسلسل يتفوق ببعض الجوانب الفنية من مونتاج وإخراج والأماكن الطبيعية والإنتاج السخي.
وتابع سعد الدين: "يجب على صناع العمل أن يصدروا بياناً بشأن كيفية مراجعة الفترة التاريخية، لأن الجدل سيستمر حتى عيد الفطر، فصدور الأعمال التاريخية في عصر مواقع التواصل يُمثل صعوبة لأن روادها يقفون على أدق التفاصيل". وأيّد استخدام اللغة العربية الفصحى بدلاً من العامية، في تلك الأعمال لأنها تعطي زخماً للتاريخ.
قصة مسلسل "الحشاشين"
وتعود أحداث مسلسل "الحشاشين"، إلى القرن الحادي عشر الميلادي، وتتحدث عن شيخ الجبل سيد قلعة آلموت "حسن الصباح" الذي دفع الكثير من الرجال إلى الموت في بلاد فارس من أجل تحقيق أحلامه. ويروي المسلسل قصة حسن الصبّاح مُؤسس جماعة الحشاشين، وهي أخطر الحركات السرّية التي تنتمي لإحدى طوائف الشيعة خلال القرن 11 الميلادي كجزء من الطائفة النزارية، نسبة إلى نزار بن المستنصر المُنتمية للمذهب الإسماعيلي الشيعي، ونظرًا لتأييد حسن لنزار ابن المستنصر أمام أخيه أحمد المستعلي طُرد من مصر بعد ما وصل إليها لممارسته الدعوة للمذهب الإسماعيلي، ورحل الصبّاح إلى سوريا وإيران واستولى على قلاع ونفذ اغتيالات سياسية ضد السلطة السلجوقية، وأبرز ضحاياهم الوزير السلجوقي نظام المُلك".
والعمل من بطولة كريم عبدالعزيز، وسوزان نجم الدين، وميرنا نور الدين، وفتحي عبد الوهاب، ونيقولا معوض، وسامي الشيخ، وغيرهم.