سلافة معمار "سكر" في "ولاد بديعة"، تخلع جلدها. نبحث عنها فنجدها تحوّلت، لم يبقى منها شيء.
تتحوّل سلافة في هذا العمل الدرامي إلى شعلة، كل ما فيها يشتعل. صرختها انقلاب تستعير صوتاً نارياً يخشاها كل من حولها خوفاً أن يحترق بنارها.
ملابسها لماعة كوهج. شعرها محمر كلون النار. محياها يطقطق تحت لسع المشاعر. المرأة النارية التي أحرقت كل شخصياتها الماضية وولدت في دباغة من جديد. صارت "سكر" الدراما الرمضانية بإدارة المخرجة رشا شربتجي.
ابنة الدباغات التي عاشت طفولة قاسية وسط روائح انغمست في أنفاسها. حولتها إلى بركان ثائر يتفجر كل من يدوس على ترابه.
استعارت سلافة لنفسها صوتاً وعيوناً ونظرة وحركة. لبست دورها فلم نعد نستدل عليها. "سكر" التي جاءت من قعر الحياة لبست وتعطّرت وتهندمت لكنها لم تسطع أن تزيل روائح الدباغات عن روحها.
عطرها يصلنا لاذعاً قوياً صافعاً. سلافة معمار لبست الدور من صميمه. امرأة قوية تدير ملهى ليلي تفرض ارادتها على رجال اللهو وتلتف كرسن على من يريد أن يلتهم جوفها.
سلافة معمار التي صارت "سكر" تذوب في حلق المشاهد فيضرب مذاقها الرأس لتصبح شخصية لا تتنسى. ننتظرها بشهية وشوق مشاهدها نستعيدها مئة مرة ولا نمل.
جاءت باكراً إلينا بعد شخصية أٍسيل في "الخائن". لم نكن قد تحررنا منها بعد. أناقتها وهدوؤها وذكاؤها ما زال يلبسنا. وفجأة تحول ذاك الخفر وتلك النظافة إلى صدمة وهي تمد أمامنا "سكرها" بتلك الشخصية السوقية، والصوت المشحون بالنقمة والدعسة التي لا تهاب فزعاً.
سلافة معمار اثبتت بأنها كيفما استدارت أبدعت. تكدس ماضيها وتبتكر حاضرها. تنزع عنها قشور شخصياتها وترحل في ابتكار جديد في كل مرة.