TRENDING
تيم حسن أخفق ومحمود نصر حلّق.. السّر في حركة الجسد

بين مشية "تاج" (تيم حسن) في مسلسله الرمضاني، وبين حركة يد محمود نصر "مختار" في "ولاد بديعة " التقاء في حياكة الشخصية التي تُقدم.

تاج البطل الملاكم الذي عليه أن يتحلى بجسد قوي وأرجل ثابتة، ومشية واثقة تعطي إيحاءً بأنه قادر أن يهز الأرض تحت وطأة قدميه.

هل استطاع تيم حسن أن يجسد هذه الشخصية القوية البنية بجسده؟

مقارنة بأبطال الملاكمة عبر تاريخ هذه الرياضة أو عبر الأفلام السينمائية يبدو جسده أقل حضوراً، فلا مقارنة بين ما نراه من تقاطيع عضلية ورياضية لتاج وبين ما يجب أن يكون عليه.

وتيم حسن حتى يعطي للشخصية بعداً أكبر غير مشيته، وبات يخطو بطريقة عنترية، الأرجل متباعدة، وعادة ما تكون هذه المشية مترافقة مع الأكتاف العريضة للملاكم، فبمجرد أن يمشي تظهر ايحاءات القوة والسطوة.

لم يستطع تيم حسن بمشيته المستجدة أن يوحي أنها جزء من الشخصية الرياضية القوية، بل جاءت مشية توحي بعيب ما أكثر من كونها مشية عفوية لبطل ملاكم.

لا شك بأن الجسد له التأثير والسطو على المتفرج، في خلق حالات من التوتر والشّد والانتباه وتوصيل الفكرة الدرامية.

ويحتاج الممثلون الى أجسادٍ مرنة مطواعة معبّرة، ويتحتّم عليهم استخدام أجسادهم لعرض مواقف عديدة ومتنوعة.

فجسد تيم حسن كبطل رياضي لم يتحلَ بالمواصفات الكاملة ولم تسعفه مشيته المستجدة لأن تكون مهارة جسدية، بل ظهرت كأنها افتعال خارج السياق. فلو أبقى على عفوية الأداء لكانت المشهدية أوضح، معبّرة وفاعلة. طالما لم يسعفه هذا التغيير في الحركة أن تكون فنية، جمالية ورشيقة.

بينما محمود نصر في دور مختار جاءت حركته بنفض يده قرب الأذن عندما يحتد الصوت أو ينتابه صراع ما، أكثر تشويقاً وانسجاماً، كما أنّه أعطى ملامح الشخصية بشكلٍ مذهلٍ إلى حدٍ نظن أنه مولود بهذا العيب.


محمود نصر استطاع ابتكار شخصيته وقدّمها كمختل عصبي ومريض بأعلى وتيرة ممكنة. سواء بطريقة النطق أو بحركة الجسد التي لبسها كأنها من صلب عوده.

استطاع محمود نصر أن يؤلّف حالة سيكولوجية بحركته الجسدية، وأبهرنا كممثل بتغير صوته وإلقائه والارتجال في التعبير الجسماني.

يقرأون الآن