لا يزال الكوميدي اللبناني نور حجار قيد التحقيق لدى المباحث الجنائية في وزارة العدل، على خلفية «نكتة ساخرة» انتقد فيها أوضاع الجيش وعناصره بعد فقدان قيمة رواتبهم نتيجة انهيار قيمة العملة الوطنية. وفي جديد قضيته التي شغلت الرأي العام في الأيام الماضية، قرّر النائب العام التمييزي غسّان عويدات نقل نور حجار موقوفاً من الشرطة العسكرية في الريحانية إلى المباحث الجنائية في وزارة العدل للتحقيق معه، على خلفية الإخبار المقدّم من أمين الفتوى الشيخ أمين الكردي، بسبب مشهد ساخر منشور منذ خمس سنوات تناول فيه نور سلوك والدته خلال مراسم للعزاء، وذلك بعد أن نُشر المشهد بشكل مجتزأ على مواقع التواصل في إطار حملة تحريض واسعة ضدّ نور وعمله الكوميدي.
وكان نور قد حضر اليوم الثلاثاء إلى الشرطة العسكرية في الريحانية للتوقيع على سند الإقامة بعد أن تمّ التحقيق معه يوم الجمعة الماضي، تحت إشراف معاونة مفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضية منى حنقير، على خلفية مشهد ساخر تناول فيه ترّدي الأوضاع الاقتصادية لعناصر الجيش.
وفيما كانت وكيلة نور المحامية ديالا شحادة تنتظره خارج الثكنة، تمّ نقله بشكل مفاجئ إلى المباحث الجنائية بقرار من القاضي عويدات من دون إبلاغها ومن دون استدعاء نور مسبقاً، علماً أنّ نور لم يمتنع عن تلبية استدعاءات الشرطة العسكرية.
واعتبر البعض أن هذه الاجراءات تعتبر تعدّياً على حرية التعبير التي تشمل التعبير الساخر، وتخالف المعايير الدولية التي تمنع اللجوء إلى الإجراءات السالبة للحرية في قضايا التعبير. كما تخالف الاجتهادات القضائية اللبنانية التي اعتبرت أن للكوميديا وظيفة اجتماعية لإضحاك الناس، ما يستوجب منحها حماية قانونية واسعة.