TRENDING
لهذه الأسباب تفوّق

بعد أسبوعين على انطلاق عرضه، يمكننا القول إنّ مسلسل "كريستال" تمكّن من تحقيق نجاحٍ قلّما يحظى به مسلسلٌ يُعرض في فصل الصّيف، حيث نسبة المشاهدة منخفضة.

العوامل التي تضافرت لإنجاح المسلسل، هي نفسها العوامل التي كان لها أن تفشله.

هو دراما معرّبة عن مسلسل تركي، ظاهرة انتشرت وبات لها محبّون في العالم العربي، بعد النّجاح الكبير لمسلسل "تشيللو"، والمتابعة الجماهيرية الكبيرة لمسلسل "الثمن"، الذي انطلق قوياً، ثم عاد إيقاعه ليخفت، ما عرّضه لانتقادات كثيرة، جعلت من مشاهدة أي مسلسل تركي معرّب بعده مغامرة، خصوصاً أنّ العمل يمتدّ إلى 90 حلقة، يتورّط المشاهدة ببداية نارية، ثم يقع في فخ الملل والروتين، يصبح بعده الاستمرار في المشاهدة أشبه بعقاب.

يراهن المسلسل على أسماء نجومه، محمود نصر صاحب الكاريزما الطاغية، الذي لم يحرق إطلالاته، وباميلا الكيك، الغائبة منذ سنوات عن الشاشة، وستيفاني عطا الله التي لم تحظ بجماهيرية عربية بعد، لكنّها حظيت بقبول من الحلقة الأولى.

أثبتت أهم المسلسلات العربية أنّ نجومية الممثل لا تصنع عملاً بمعزل عن القصة والسيناريو والحوار والإخراج، مسلسل "وأخيراً" (بطولة نادين نجيم وقصي خولي) الذي عُرض في رمضان الماضي مثال، جمع نجمين جماهيريين وأغفل عن عنصري الحبكة والإخراج فمني بفشلٍ ذريع، ومسلسل "الثمن" الذي جمع أهم النجوم (باسل خياط، نيكولا معوض، رزان جمال، صباح جزائري، رفيق علي أحمد وغيرهم)، افتقد عنصري الحبكة والإخراج، فسقط بالضربة القاضية، ولم يفلح نجومه في النهوض به، فظلّ يدور في حلقة مفرغة، واعتبر بشهادة النقاد ضربة لنجومه.

ويراهن المسلسل على نجاح النسخة التركية، وقصّتها المميزة، وهي عملة ذات وجهين، أن يتم استنساخ عملٍ شاهده محبو الدراما التركية وباتوا أمام نسخة عربية، يقارنون بين النسختين والكفّة غالباً تميل نحو الأصلي.

لكن يحدث أن تتفوّق النسخة الجديدة بخطوط درامية ونفس عربي على النسخة الأصلية، كما حصل مع مسلسل "ستيليتو" المعرّب عن مسلسل "جرائم صغيرة".

نجح نجومه في نقله إلى مستوى جديد، كان مميزاً بتفاصيله، شخصياته رسمت بعناية، أدخلت عليه خطوط درامية أغنت العمل ولم تبدو دخيلةً عليه، حتى نهايته كانت مختلفة عن نهاية العمل التركي، وإن اختلفت الآراء حولها.

أما "الثمن" فحاول الخروج من عباءة المسلسل التركي "ويبقى الحب"، سار معه في الحلقات الأولى، ثم انحرف بعدها إلى مسارات جديدة، أبعدته عن القصّة الأصلية. أقحمت فيه خطوط درامية غير مقنعة، انحرفت شخصياته عن مسارها، وشهدت تبدلاً لم تعد تشبه نفسها، أراد خلق خطوطاً درامية جديدة لكنّه عجز عن ملء الفراغات، فدارت كل الحلقات في دائرة مفرغة، بانتظار الحلقة النهائية التي أقحمت فيها الأحداث دفعة واحدة.

يقف "كريستال" اليوم بين نجاح "ستيليتو" وفشل "الثمن"، يحاول إثبات نفسه، مشاهدو النسخة التركية منه لاحظوا أنّ التشابه بين أحداث النسختين هو تطابق، وهو أمر قد يحسب للعمل بالنظر إلى اجتهادات صنّاع "الثمن".

بعيداً عن الأحكام التي سبقت "كريستال"، نجح المسلسل في جذب المشاهدين، الحبكة متماسكة، الأداء عالٍ، كل ممثل يؤدي دوره بإقناع، بعض المبالغات التي تنتمي إلى الدراما التركية لم تنج منها النسخة العربية، لكنّ السّياق العام جيّد، الإيقاع تصاعدي وممسوك، على أمل أن يكمل بهذا المستوى.

يقرأون الآن