TRENDING
ثلاثة عوامل وراء تصدّر المسلسلات التركية المعرّبة

تشهد الدراما العربية تحوّلات جذريّة بحيث وسّعت من آفاق عملها لتصل اليوم إلى تركيا، وتتخذ من إسطنبول قاعدة أساسية للإنتاج العربي.

حركة العرض والطلب وتوقيع الإتفاقيات حول إنتاج المزيد من الأعمال الدرامية التركية لا تهدأ، آخرها مسلسل "كريستال" الذي أبهر الجمهور والمشاهدين، وزادهم تعلّقًا بالأعمال التركية المعرّبة.


فلماذا يقع المشاهد في غرام المسلسلات التركية المعرّبة؟

يتصدّر البحث عن مسلسل "كريستال" محرّك Google ، النسخة العربية من المسلسل التركي "حرب الورود".

يدور المسلسل حول مصمّمة الأزياء عليا (باميلا الكيك) التي تعود من الخارج بعد وفاة والدها، وتفاجئ بوصيته بوجوب الإقامة مع شقيقها المريض باسل (خالد شباط) لتحصل على ميراثها، وتصطدم بفاي (ستيفاني عطاللّه)، التي تربطها بها علاقة شائكة. فاي معجبة حدّ الهوس بعليا، درست تصميم الأزياء تأثراً بها، لكن عندما يظهر الدكتور جواد (محمود نصر)، تنقلب الأحداث رأساً على عقب، ويظهر صراع طبقي، وغيرة نسائية، بعضها مدمّر وبعضها محفّز على النّجاح.


البطولة الجماعية

ما يميّز مسلسل "كريستال" البطولة الجماعية، الشخصيات بمجملها بطلة العمل، ليس ثمّة تركيز على شخصيةٍ واحدةٍ. كل ممثل يؤدي دوره، وأهمية الدور كقطع البازل لا تكتمل اللوحة بغياب أي قطعة.

يأتي هذا التكامل بين الشخصيات، ليظهر الخلل في الأعمال المحلية، حيث البطولة المطلقة، وحيث القصّة التي تدور حول بطلٍ بعينه، مع قصصٍ جانبيّة يبدو أغلبها دخيلاً على العمل.

يضمّ المسلسل نخبة من الممثلين السوريين واللبنانيين البارزين، منهم محمود نصر، باميلا الكيك، ستيفاني عطالله، لين غرة، آنجو ريحان، رولا حمادة، خالد شباط، ناظم عيسى وغيرهم..

يتألق كل منهم في دوره بمهارة واحتراف، يتعلّق المشاهد بشخصياتهم التي تتطوّر بطريقة منطقية.

نجوم اشتقنا لهم

في ظل وجود شركتين في لبنان، يتناوب ممثلون على أدوار البطولة، هم أنفسهم لا يتغيّرون، لكل شركة نجومها. مهما حاول العمل تقديم قصّة جديدة، يبقى أنّ مشاهدة النّجوم أنفسهم تشعرك أنّك أمام مسلسل متوقّع الأحداث.

يغيّب بعض النجوم الذين عدنا نشاهدهم في الدراما التركية المعرّبة، مثل باميلا الكيك المغيّبة عن الدراما المشتركة منذ سنوات، ومثل ستيفاني عطا الله التي لم تكن لتحلم بدور بطولة تقارع فيه نجوماً سبقوها بسنوات إلى عالم التمثيل.

سبق وشاهدنا ندى أبو فرحات وريتا حرب وكارلوس عازار في "ستيليتو"، وبعدها سارة أبي كنعان ونيكولا معوض وميرفا القاضي في "الثمن"، وجميعهم مغيبون منذ سنوات.


إدارة الممثل المحترفة والإخراج التركي

تتميّز المسلسلات التركية المعربة بإدارة ممثل جيّدة، المخرج هو بطل العمل ومديره، والممثل ينفّذ دون اعتراض، أو تغيير في الحوار، أو اقتطاع من أدوار زملائه ليتصدّر بدوره كما يحصل عندنا.

أما أبرز ما يميّز المسلسلات المصوّرة في تركيا، أنّها تصوّر كل حلقة على حدا، تتطوّر معها الشخصيات بشكلٍ منطقي، وهو ما يظهر على الشاشة صدقاً في الأداء، ينعكس على العمل ككل، فيتصاعد الإيقاع حيث ينبغي، ويتباطىء بحسب الضرورات الدرامية.

أما أبرز نقاط ضعف الدراما المعربة، أن بعض الممثلين يتماهى مع النسخة الأصلية، فيتحوّل أداؤه من تقمّص للدور إلى تقمّص لشخصية الممثل الذي لعب الدور نفسه في النسخة الأصلية.

يقرأون الآن