أحمد مظهر (8 أكتوبر 1917 - 8 مايو 2002) فارس السينما المصرية، نشأته مغايرة لنجوم الفن والسينما.
فهو القادم من صفوف مدرسة الحربية وزميل لرئيسين هما جمال عبد الناصر وأنور السادات. ضابط برتبة عقيد وقائد مدرسة الفروسية وشارك في حرب فلسطين عام 1948 ثم تفرغ للتمثيل فأبدع وترك تراثاً كبيراً من فن الزمن الجميل.
زميل الرؤساء
كانت تجمعه علاقة قوية بقيادات الثورة واختاره الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ليكون عضوا بتنظيم عزيز باشا المصري، وكان يجتمع مع الضباط الأحرار ومن الأصدقاء المقربين للأديب العالمي نجيب محفوظ.
كل هذه المحصلة جعلت منه شخصية وقورة، فإطلالته فيها من الرزانة والقوة والكثير من الجاذبية حتى ولو كانت أفلامه الأولى مصبوغة بالأبيض والأسود. هدوءه يوحي بأن هذه الشخصية قادرة أن تفرض مكانة وتسلط عليها الأنظار.
أدواءه كان مختلفاً فهو لم يكن من أهل الفن أو السينما لكنه صاحب شخصية متفردة، عمقها رزين ومتوهج بالفطرة أو بسبب تلك النشأة المنضبطة والجدية وهو صاحب الأوسمة المتعددة من المدرسة الحربية.
دخل التمثيل كفارس
جاء إلى التمثيل بالصدفة وكأن القدر وقف في صفه وفي صف الجمهور حتى حظي بتلك الفرادة السينمائية التي خطت حضورها بالقلم العريض واستطاع أن يكون بين الأوائل في الفن السابع وشخصية صنعت تاريخاً منحوتاً بالموهبة والحضور والآسر.
بدأت أنظار الفنان أحمد مظهر تتجه نحو الفن والتمثيل بعد تعرفه على الفنان والمخرج زكي طليمات الذي قدمه في مسرحية “الوطن” عام 1948 لكنه ظلّ عسكريًا ، إلى أن شاءت الصدف، حين طلب المخرج إبراهيم عز الدين عام 1951، من وزارة الحربية عددا من الخيول والفرسان للمشاركة بفيلم «ظهور الإسلام» 100 خيال و300 جندي مشاة، وكان مظهر قائد مدرسة الفروسية، فلفت نظر عز الدين لوسامته ومهارته في الفروسية، فقرر إسناد الدور الرئيسي بالفيلم له، وهو الفيلم الوحيد بتاريخ السينما المصرية الذي حضر العرض الخاص به وفد رفيع من الأزهر الشريف، للمرة الأولى والأخيرة في تاريخ الأزهر، ثم عاد مرة أخرى إلى عمله كضابط بالجيش حتى قيام ثورة 1952.
أمير الأدوار والاسم المستعار
وعاد مظهر مرة أخرى للعمل بالفن عن طريق صديقه يوسف السباعي وعز الدين ذو الفقار، بدور "البرنس علاء" في فيلم "رد قلبي"، باسم مستعار "حافظ مظهر" والذي كتبه السباعي ويتناول ثورة يوليو وذلك عام 1957.
وجاء قبوله بالدور بعد مناقشات عديدة فكان مظهر يرفض أن يمثل دور الإقطاعي وهو ابن المدرسة الحربية.
فوافق على مضض وعندما ذهب ليأخذ تصريحا مؤقتا من الجيش بالسماح له، ظناً منه بأن الموافقة ستكون على غرار فيلم "ظهور الإسلام" أي يمثل دوره ويعود إلى مركزه العسكري حيث كان ضابطاً برتبة عقيد. لكن أتاه الرد بأن عليه أن يختار أما التمثيل أو الجيش. وكان قد بدأ التصوير بالفيلم فاختار التمثيل خوفاً من أن يقع الفيلم في خسائر وكانت نجوميته قد بدأت تسطع، وقد شجعه على ذلك أصدقاءه والشعبية التي بدأ يحظى بها.
الاحتراف إلى جانب سيدة الشاشة
البداية الحقيقية له في التمثيل وباسمه الحقيقي بفيلم "طريق الأمل" عام 1957 أمام الفنانة فاتن حمامة، في دور ثالث بعد شكري سرحان ورشدي أباظة، ليلفت بأدائه صناع السينما.
ويذكر أن دور "المهندس" الذي أشتهر به أحمد مظهر بفيلم دعاء الكروان، جاء بترشيح من بطلة العمل الفنانة القديرة فاتن حمامة، والتي رشحته بديل للفنان كمال الشناوي، بعد أ شعرت أن مظهر أنسب للدور وأصبح بينهم كيمياء بالعمل، وهو ما سبب قطيعة أبدية بين فاتن حمامة والشناوي.
فنان تخطى المحلية ووصل العالمية
نجح في كل ما قدم وأصبح نجماً سينمائياً بارزاً. لعل أبرز أدواره على الإطلاق هو دور صلاح الدين الأيوبي الذي مثله في فيلم "الناصر صلاح الدين". برع في جميع الأدوار التي أسندت إليه من كوميدية مثل فيلم "الجريمة الضاحكة "لصوص لكن ظرفاء " وكذلك فيلم "الأيدي الناعمة" حيث لعب دور الأمير العاطل باقتدار يدل على انتمائه لطبقة ارستقراطية.
أحمد مظهر فنان بقامة عالمية فقد شارك في فيلم أجنبى عالمي مع الفنان بيتر جريفز صاحب أشهر مسلسلات السينما الأميركية مهمة مستحيلة .وكذلك مثل إلى جانب الممثل العالمي كاميرون ميتشل في فيلم guns and the fury.