تطرق المخرج البوسني دانيس تانوفيتش إلى الأوضاع في غزة، خلال ندوته في الدورة الـ45 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، معربًا عن تعاطفه العميق مع الشعب الفلسطيني. وقال: إن ما يحدث في فلسطين أكبر بكثير، ولا يقارن بما عاصره وقت حرب البوسنة، متمنيًا أن يتمكن اطفال غزة يومًا ما من التعبير عن تجربتهم من خلال السينما، لأنها أداة قوية لنقل الحقيقة للعالم.
وتعد حرب البوسنة (1992-1995) واحدة من أعنف الصراعات التي شهدتها منطقة البلقان، وكانت سببًا رئيسيًا في تفكك جمهورية يوغوسلافيا الاتحادية إلى عدة دول مستقلة، من بينها البوسنة والهرسك، وكرواتيا، وصربيا.لكن، هذه الحرب لم تقتصر على القتال المسلح فقط، بل كانت أيضًا مصدر إلهام وإبداع للفنانين والمخرجين الذين عايشوا تلك الفترة المأساوية، ومن بينهم المخرج "تانوفيتش" الحاصل على جوائز عالمية، بعدما لعب دورًا محوريًا خلال سنوات الحرب. فهو لم يكن مجرد متابع للأحداث، بل كان جزءًا منها. حيث عمل جنديًا لمدة 3 سنوات أثناء الصراع، وشهد بنفسه الأهوال التي تعرّض لها المدنيين والعسكريين على حد سواء.
لكن تانوفيتش لم يغفل عن فكرة التوثيق خلال مشاركته في الحرب. فقد التقط بعدسته مشاهد الواقع المؤلم موثّقًا لحظات الحرب وآثارها المدمرة على المجتمع.
وكشف المخرج البوسني، أنه بعد انتهاء الحرب، قرر استكمال شغفه بالتصوير، فدرس السينما وسخّر خبراته السابقة في توثيق الصراع لتقديم أفلام تعكس معاناة الإنسان خلال الحروب، وكان من أبرز أعماله فيلم No Man's Land "أرض لا رجل فيها"، الذي حصل على جائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي عام 2002، بكونه يعكس بعمق عبثية الحرب وتأثيرها المدمر على الأفراد والمجتمعات.