TRENDING
ريتا حرب في

ريتا حرب

ريتا حرب الممثلة الملفتة بجمالها، ملفتة أكثر بقدرتها على التحدي. قادرة على ابتلاع الوجع وإخفاء كسورها لتطل مشرقة كبريق غير أبهة لتلبد مصابها.

الضربة التي كسرتها قوتّها

ريتا حرب لم يعد الجمال وحده أسطع صفاتها. بل التحدي والنهوض بعد أن رأت الموت وعادت منه متعافية بقوة الإرادة والتصميم.

منذ عامين تعرضت ريتا لحادث سير كاد أن يودي بحياتها خرجت منه دامية مكسورة الجسد مشوهة الوجه، لكن روحها المتحدية وعنادها القوي أخرجها مجدداً نحو الضوء.

وقفت على عكاز تجر وجعها وتخفي أثار ارتطامها، وأدت دورها بأبهى حلة في "ستيليتو" مع مجموعة من أهم النجوم. واكبتهم في الأداء، لا بل تفوقت وهي تحمل هزيمتها الجسدية لتغلب بعكازها وعرجها أي خفوت أو تنحٍ، وكانت "جويل" حاضرة بكل تفاصيلها وأصبحت هذا العكاز سر نجاحها.

انتصرت في معركتها ونهضت مجدداً دون استسلام تكمل طريقها متعافية. كانت مغلوبة من الداخل تحمل جسداً موجوعاً. فمن يمر بمثل هذا الاختبار لا يعود كما كان. لكن هي عادت.


نورا الوجه النّير في "الخائن"

ريتا حرب "نورا" في الخائن، هذا العمل الرائع الذي يلفه الكيد والنفور والابتزاز والخيانة. هي فيه الوجه النّير. هي الوحيدة التي تعرف كيف تمتشق ابتسامة وتطل مضيئة.

كل الشخصيات كامدة ومغبرة بسوء النوايا ومعجونة إما بالسفالة أو بالقهر أو الخيانة. وريتا حرب عندما تصل الكاميرا اليها يضيء المشهد. ترتفع نبرة العفوية، تسقط تلك الألاعيب الشيطانية، تصبح الحركة جميلة الصوت مريح الوجه متفائل، الجمال طاغي. شخصية من كوكب الأمل والطيبة.

ريتا تعرف كيف تجسد دورها المشع فتأتي كأنها النشاز وسط هذا الضيم الذي يلف العمل.


ريتا وزنة الأمل والجمال

في "الخائن" هي الشخصية المتفائلة المحبة التي ستحمل في كفتها كل ما هو إيجابي، من أجل أن توازن حملها مع كمية السوء المفروشة على طول المشاهد.

معظم شخصيات العمل يلفها سواد النوايا والتصرفات، وريتا ليست منهم بل عكسهم. هي الزوجة المحبة التي تتفانى من أجل راحة زوجها. تعمر بيتها على الحب وطاولتها مفتوحة على الاستقبال. وقلبها كبير وعونها واسع ومساعداتها كثيرة.

هي الشخصية الأجمل، المريحة التي يتنفس المشاهد الصعداء والراحة بوجودها. صوتها عادي تلقائي عفوي. لا يوجد فيه حشرجات اللؤم ولا تقمص نبرة السفاهة. صوت معزول نظيف فيه نقاء وعذوبة.

ريتا في هذا العمل هي ربة البيت المثالية التي تسعى أن يبقى منزلها ملموماً. رغم أن لا شيء فيه ملموم. بل مفضوح ويعاني من كارثة مع ابنتها الوحيدة التي أغرمت برجل متزوج يكبرها بسنوات وحملت بطفله.

تعالج ريتا الموقف بذاك الحضور الأنيق والجمال الكامل. كدرس للوقوف أمام المصيبة بكل تأهب وبلا انهيارات.


التماهي بين نورا وريتا

في هذا الدور شيء من حياة ريتا الأصلية، الأم، المرأة المطلقة وأي طلاق يمر بشعاب الظلم والظلام. ريتا عرفت كيف تنفض نفسها من كل مرارة وتثابر في نجاحها وتواظب في عملها، وتستمر في مشوار التألق دون تزاح شعرة من غرتها أو تتخلى عن أثواب اناقتها.

لا بل سطرت ريتا في طلاقها مشوار النجاح الإضافي، فهي انتقلت من أن تكون مذيعة ومقدمة برنامج، لأن تصبح نجمة في عالم التمثيل. هذه الإرادة الصلبة بالتصميم. وكيف استطاعت أن تمتص الهموم والمتاعب وتنطلق في مهنة صعبة. تضعها تحت الضوء وتحافظ على رصانتها ونجاحها. قد يكون الثمن غالياً تدفعه من دواخلها لكن دون دراية من الآخرين ودون أن تظهر ندوبها.

بين ريتا ونورا تماهٍ في مكان ما. أجادت في دورها. كانت الشخصية التي لا تعرف الانهيار. حافظت على إشراقتها وأبقت على كامل مكياجها وحضورها دون أن تشط كحلتها بسبب فضيحة ابنتها.

تشكيلة الممثلين غير منصفة

وبالكلام عن "الخائن" نورا تبقى الشخصية الأجمل من كل الزوايا. فهي الممتلئة حباً والفائضة جمالاً، والأكثر طواعية والأكثر امتصاصاً على المصائب. والأهم أنها تقف مسالمة تحاول أن تردأ التصدع وتلملم فضيحتها.

يليق بريتا حرب مثل هذا الدور. فهي تضيف له من خلطتها السحرية التي تملك كل مفاصلها في دواخلها.

ثمة ضمور في طريقة اختيار الممثلين أو ما يعرف بالـ casting فابنة نورا تيا (مرام علي) تبدو بعمرها إن لم نقل أكبر منها. بالرغم من أن الفكرة هي أن تكون عمر البنت والأم متقاربان بسبب الزواج المبكر. لكن اختيار مرام علي كأبنة لريتا حرب غير ملائم أو مقنع.

ونحن كمشاهدين نشد على أنفسنا بهذه الخلطة غير المتوازنة من أجل ان نستمتع بالعمل. والإخفاق في هذه التشكيلة لا يقع على ريتا بل على مرام التي لا تبدو كأنها بنت في بداية العشرينيات.

يبقى أن نقول ريتا حرب ممثلة ناجحة قادرة على تفجير أضواء في حضورها. وهي مقدمة برامج متمرسة في ملعبها. وهي بطلة في الحياة العادية استطاعت أن تقلب مأساتها وألمها إلى نجاح وإبهار.

يقرأون الآن