TRENDING
ناهد شريف: عن أيامها الأخيرة بعدما نهش السرطان جسدها

في حياة الفنانة ناهد شريف فصل مؤلم لا يعرفه الكثيرون، لكنه يكشف عن وجهها الإنساني خلف الأضواء، وعن حب لم ينطفئ رغم الانفصال والغياب. قصة امرأة اختارت أن تعود إلى وطنها لتغادر الحياة فيه، بعدما اشتد عليها المرض، وأدركت أن النهاية باتت قريبة.


من الشهرة إلى الانكسار

كانت ناهد شريف إحدى أبرز نجمات السبعينيات، جسّدت أدوار الجريئة ببراعة، وعُرفت بجمالها وجرأتها. بعد طلاقها من الفنان كمال الشناوي، ظن الجميع أن صفحات علاقتهما أُغلقت للأبد، خاصة بعد أن عرفت الحياة في بيروت، وتزوجت هناك من أحد معارفها، لكن ذلك الزواج لم يدم طويلًا.

سارت ناهد في طريق متعثر، اختلط فيه السهر بالوحدة، والفن بالإنهاك. قبلت أعمالاً كثيرة فقط لتتمكن من الإنفاق على نمط حياة مليء بالتشتت، دون أن تدري أن جسدها كان ينهار بصمت.


لقاء لم يكن متوقعًا

رغم الطلاق، ظل كمال الشناوي يحمل مشاعر إنسانية قوية تجاه ناهد. وعندما علم بتدهور حالتها النفسية والصحية، قرر السفر إلى بيروت لمواجهتها ومحاولة إنقاذها من الانهيار. كان اللقاء مؤثرًا، مشبعًا بالحزن والندم، إلا أن ناهد رفضت العودة لما مضى، رافضة أي تدخل من الشناوي في حياتها.


السرطان ينهش جسدها

لم تمضِ أشهر حتى اتصل صديق مشترك بكمال الشناوي ليخبره أن ناهد تطلب رؤيته في القاهرة. وعندما ذهب إلى منزلها، لم يكن مستعدًا للمشهد الذي رآه: جسدها النحيل كان قد أُنهك بفعل السرطان، والمرض بات في مرحلة متقدمة.

أصر كمال على مساعدتها، وتكفّل بجميع تكاليف علاجها وسفرها إلى السويد حيث خضعت لعملية جراحية ناجحة. عادت ناهد إلى القاهرة متفائلة، واستأنفت نشاطها الفني وكأنها تحاول تجاهل أنها ما تزال في معركة مفتوحة مع المرض.


السقوط الأخير

لم تلتزم ناهد بالمتابعة الطبية المنتظمة، فقد غلبها شغفها بالعمل، وعاود المرض هجومه عليها من جديد. وكما فعل في المرة الأولى، تولى كمال إجراءات سفرها وعلاجها، وكان في وداعها بالمطار. هناك، اعترفت له بأنها ما زالت تحبه، وأنه الوحيد الذي أرادت أن تراه قبل السفر، وكأنها تودعه الوداع الأخير.


العودة للموت في مصر

هذه المرة، لم تسافر ناهد لتعود منتصرة. سافرت على أمل، ثم أيقنت أن النهاية تقترب. رفضت أن تفارق الحياة بعيدًا عن وطنها، وعادت لتلقى ربها على أرض مصر، في 26 أبريل 1981، بعد أن نقلها كمال الشناوي بنفسه بسيارة إسعاف إلى المستشفى.

رحلت ناهد شريف، وبقيت قصتها شاهدًا على حب صامت، لم ينتهِ بالطلاق، ولم يُمحَ بالزمن، وعلى وفاء نادر لرجل لم ينسَ امرأة أحبها، حتى في لحظات موتها.

يقرأون الآن