في واحدة من القصص العاطفية التي بقيت عالقة في ذاكرة الفن العربي، جمعت قصة حب فريدة بين نجمة الرقص الشرقي سامية جمال ودنجوان الشاشة رشدي أباظة. علاقة بدت للكثيرين كأنها من القصص الخالدة، لكن خلف الأبواب كان هناك صراع خفي بين العاطفة والحرية.
فاجأت سامية الجميع بقرارها بالانفصال عن رشدي، لا بسبب خلافات معلنة أو خيانة، بل لأنها شعرت أن الاستمرار يعني فقدانها لنفسها. "انفصلت عن رشدي وأنا أحبه أكثر مما كنت أرتبط به"، قالتها ذات مرة، في إشارة إلى عمق مشاعرها التي لم تمنعها من اتخاذ قرار صعب كهذا.
رغم تدخل الأصدقاء ومحاولاتهم الحثيثة للصلح، كانت سامية مصممة على موقفها. لم تجرح رشدي بكلمة، ولم تسمح لنفسها بالتقليل من شأن ما كان بينهما، بل تحدثت عنه دائمًا بحب واحترام، مؤكدة أنه شاركها أجمل سنوات العمر.
لكن وراء هذا القرار كانت هناك امرأة تبحث عن حريتها. كانت تكره "السيطرة"، كما وصفت، وترفض "الأبواب الموصدة والظلام الدامس". لم تكن تبحث عن حكاية مثالية بقدر ما أرادت أن تظل حقيقية مع نفسها.
وعندما سُئلت عن مكاسبها وخسائرها من هذا الزواج، ردّت بحكمة نادرة: "الحساب والعقاب عند الله وحده.. أرباحي لا أنكرها فهي مزيد من الإيمان والصبر.. خسائري لم أفكر فيها لأنني تعودت أن أنظر إلى الأمام دائماً ولا ألتفت إلى الخلف أبداً".
ولم تكن إجاباتها مباشرة دائمًا، بل حملت في طيّاتها غموضًا يشبه صراحتها. فهي ترى أن "أحيانًا يكون الغموض هو الصراحة بعينها"، عبارة لخصت بها فلسفتها الخاصة في الحب والانفصال.
سامية جمال لم تكن فقط فنانة استعراضية استثنائية، بل امرأة سبقت عصرها في قوة قرارها ونضج مشاعرها. وما بين الأضواء والظلال، كتبت قصة حبّ وانفصال بقيت مثالاً نادرًا على احترام الذات واحترام الآخر.