"كان ليك وحشة" أغنية الحنين والشوق والعتب لنوال الزغبي، والموسيقى الهادئة تصدح لحنًا رومانسيًا.
ترثي نوال الأيام الماضية بصفوها وسلامها، يوم كان هناك أمان وحضن، يوم كان الحب صادقًا واللقاء حاضرًا.
صوت يجيد المواساة
صوت نوال يجيد المواساة ويجيد الغمرة، ففي شجونه تلك البحة الرقيقة التي تأتي من الأعماق مسافات وتوصل العاطفة إلى ذروتها.
لأن الشوق يأتي من الأمس، من الفراق، من البعد، من تلك اللحظات التي كانت كل شيء واندثرت أو غابت.
لأن الشوق له أسنان، يحضر إلى وليمة الحياة دون دعوة.
لأن الحب البعيد الغائب أشبه بماضٍ لا يُستعاد.
جاءت نوال بأسلوب الريترو، أتت بصورة عمرها خمسة عقود، واستكانت على أغراض البعد والرحيل، وأنشدت خامس أغانيها من ألبوم "يا مشاعر".
حكاية الغصة والاعتراف الصعب
حكاية الغصة والانتظار على حفافي الوقت قالتها نوال، والصوت يسبح في مناجاة صعبة وربما مستحيلة:
"لما غابت عينيك
كنت بسأل عليك
كان كل حاجة، كل حاجة
ناقصة حبيبي حتة
لا عيوني عرفوا النوم
ولا شفت راحة يوم
كان كل اللي بيشغل لي بالي
أشوفك تاني امتى"
تعترف نوال بنقصها، بضياعها، بأرقها، تسلك طريق العشاق التائهين وسط الشوق والحنين، وتحمل في صوتها غصة وتناشد الزمن بالعودة.
لكن الرحيل حاصل، والحمل ثقيل، والبعد جبال من ماضٍ يتكدس فوق الروح، حتى بات من الصعب التقاط أنفاسها وسط هذا البعاد.
عزف منفرد
صوت نوال عزف منفرد في الأغنية، فحين تسكت الموسيقى، تنطلق في الغناء فيصبح إحساسها وصوتها هو العزف واللحن، ثم تنسل الموسيقى فوق نبرتها ليكتمل جو المشاعر، في لحن متهادٍ ناعم شفاف يلفّ المشاعر المكسورة بأنامل من حرير.
"كان لك وحشة" تسطّر نفسها أغنية لكل الأحباء الذين سطرهم البعد ويحتاجون عزاءً ومَن يعبّر عنهم، فكانت لهم بصوت نوال الزغبي، وكلمات: أمير طعيمة، وألحان: إيهاب عبد الواحد.