وجّه وزير الثقافة السوري، محمد ياسين الصالح، رسالة مؤثرة إلى الفنانة الكبيرة فيروز، عزّاها فيها برحيل الموسيقار الكبير زياد الرحباني، بكلمات حملت في طياتها الحنين، والوجع، والامتنان لصوتٍ شكّل وجدان الشعوب العربية لعقود.
وفي رسالته، قال الوزير: "لا أكتب إليكِ معزياً بصفتي الرسمية، بل بما تحمله الثقافة من وجعٍ وحنين، وأسئلة. منذ 'سألوني الناس' إلى اليوم وهم يسألون: كيف لصوت امرأة أن يكون وطناً؟ وكيف نعزي الوطن؟"
وأضاف أن صوت فيروز لم يكن مجرد غناء، بل كان "تربية وجدانية لجيل كامل، وشريكًا في الوجع القومي، ومواساةً في عتمات الحرب، واحتفالًا في صباحات النصر".
وأشار الوزير إلى أن فيروز غنّت لدمشق كما لم تغنِّ لها أي فنانة، ولبستها كما تُلبس القصائد العظيمة أثواباً من ضوء، واستذكر كيف صدح صوتها من إذاعة دمشق ومعرضها الدولي بأغنيات خالدة كـ "شآم ما المجد"، و"يا شامة الدنيا".
وأكد الصالح في رسالته أن سوريا لا تزال تحفظ لفيروز "مقام المحبة والإكبار"، وتشتاق إليها "كما تشتاق البلاد إلى المطر"، معتبراً أن فيروز ليست مطربة فحسب، بل "رؤية" و"عمود من أعمدة الأصالة" في الوطن العربي.
وختم قائلاً: "أعزّيكِ بفقيدكِ الذي قدّم للموسيقى العربية، محدّثاً ومجدّداً جريئاً، وإن اختلفت بيننا وبينه المواقف السياسية وتباينت الرؤى الإنسانية".
تأتي هذه الرسالة في لحظة فارقة من الحزن، حيث تعكس مكانة فيروز لدى الشعوب العربية، وخصوصًا في سوريا التي لطالما اعتبرتها رمزًا من رموزها الثقافية والوجدانية.