كأن مايا دياب كانت تنتظر فقط شرارة لتشتعل.
في ظهورها على السجادة الحمراء لمهرجان بياف في بيروت، وردًا على سؤال صحفي عن رأيها بالفنانة أصالة نصري، ردّت مايا بكلمات اختيرت بعناية، لكنها حملت ما يكفي من الازدراء لتتحول إلى عنوان رئيسي:
"أصالة فنانة بدون وفاء."
وأضافت بنبرة توحي بالضيق المغلّف بالتهكم:
"بتمنّى أعمل مؤتمر غير فني بس أحكي فيه عن أصالة!"
الأصل في الحكاية: هجوم مفاجئ من أصالة
التوتر لم ينبع من فراغ.
أصالة، المعروفة بصراحتها الحادّة، كانت قد وجّهت سهامها مباشرة نحو مايا في المؤتمر الصحفي الذي عقدته على هامش حفلها في مهرجان جرش.
أثارت أصالة الجدل بتصريح ساخر ردًا على سؤال حول ألبوم مايا دياب خلال مؤتمر صحفي في مهرجان جرش، إذ قالت ببرود: "مين؟ نزلت ألبوم؟ ألف مبروك، من سوء حظي ما شفته".
في المقابل، جاء تعليقها على ألبوم عمرو دياب مختلفًا تمامًا، حيث وصفته بـ"الرائع" وأشادت بأغانيه.
وختمت أصالة حديثها موجهة كلامها للصحافية: "خلي المؤتمر فني وخلينا مبسوطين"، وسط ضحك الحضور.
المقطع انتشر على مواقع التواصل، مجددًا الحديث عن خلاف قديم بين أصالة ومايا، كانت مايا قد أشارت إليه سابقًا دون الكشف عن تفاصيله.
خلاف قديم... لم يُكشف بالكامل
الخلاف بين الفنانتين ليس وليد اللحظة.
ففي أيلول/سبتمبر 2022، صرّحت مايا دياب عبر برنامج The Insider عن حزنها الشديد لتصدّر خلافها مع أصالة عناوين الصحف، مؤكدة أن ما حدث كان من المفترض أن يبقى طي الكتمان.
قالت مايا:
"كنت أتمنى حقيقة إن الموضوع اللي بيني وبين أصالة بظل بيني وبينها فقط، ولا أعرف من أظهره للإعلام، فهو لم يخرج من عندي."
وأضافت:
"كنا حقيقة أصدقاء، وبين الأصدقاء بتصير قصص، وصار في بُعد، وهي شغلة طبيعية، ولكن لم أحب أن نكون عنوانًا يتصدر الصحف."
وكانت مايا قد كشفت في نيسان/أبريل 2021 عن انتهاء صداقتها مع أصالة في حوار تلفزيوني، مشيرة إلى أن سبب الخلاف لا يمكنها الإفصاح عنه، وأن قلبها لا يعرف الكره رغم انتهاء العلاقة.
بين جمهور منقسم... ولوم خافت لأصالة
ردود الفعل جاءت منقسمة، لكن ما لفت الانتباه هو أن الكثيرين وجّهوا اللوم لأصالة نفسها، معتبرين أنها "كبُرت على هذه المعارك".
كتب أحد المتابعين:
"أنتِ في مصاف النجمات المخضرمات، فنانة كبيرة وصاحبة تاريخ، لماذا تنحدرين إلى مستوى الهجوم على زميلة لم تتعدَّ عليك أصلاً؟"
بينما أضاف آخر:
"مايا لم تكن لتعود إلى الضوء لولا هذا التصريح، فقدّمت لها خدمة مجانية."
ومايا؟ جنازة... ولطم!
على الجهة المقابلة، لم تسلم مايا دياب من الانتقادات، إذ اتهمها البعض بمحاولة اقتناص اللحظة واستغلال تصريح أصالة للعودة إلى واجهة الاهتمام الإعلامي، خصوصًا بعد إخفاقها في تحقيق الانتشار المنشود من خلال أغنيتها الأخيرة "حرمت احبك"، التي استعادت فيها أرشيف الفنانة الراحلة وردة الجزائرية.
وكتب أحد النقاد بصراحة:
"مايا أرادت جنازة تشبع بها لطماً. فوجدت في كلام أصالة مأتماً مثالياً."
معركة غير متكافئة... من خسر؟
من زاوية صحافية، المعركة لم تكن عادلة منذ البداية.
أصالة، بتاريخها وصوتها ومكانتها، لا تحتاج إلى الاشتباك مع زميلة أصغر منها فنيًا وزمنيًا.
أما مايا دياب، فقد عرفت كيف تدير الجدل وتستثمر التصريح، لكن هذا الاستثمار يبقى سطحيًا إذا لم يُترجم إلى رصيد فني يرفع مستواها ويثبت استحقاقها للرد.
وفي النهاية، كلا الطرفين خسر أمام جمهور بدأ يملّ من النبرة الدرامية... ويتوق لفن يعلو فوق المهاترات.