في سهرة حفل بياف 2025، وقفت دانييلا رحمة تحت الأضواء، تُكرَّم عن دورها في مسلسل نَفَس، المسلسل الذي أجمع النقّاد على أنه "نَفَس مقطوع" درامياً، لا يحمل من عناصر النجاح سوى الاسم. العمل الذي وصفه كثيرون بأنه من أسوأ ما قُدّم في مسيرتها الفنية، حصل فجأة على تكريم، لسبب لم يفهمه أحد، إلا ربما من قرر التكريم.
تكريم على عمل هزيل؟
مسلسل نَفَس الذي عُرض على منصة "شاهد" تراجع إلى ذيل نسب المشاهدة، وتلقّى موجة نقد شرسة بسبب حبكة مبتورة، وسيناريو مشتت، وإخراج مرتبك. ورغم هذا، وقفت دانييلا تتسلّم درعاً ذهبياً بابتسامة خجولة، محاطة بزملاء يتساءلون ببراءة عن دورها في العمل، دون أن يجرؤ أحد على سؤالها: "لماذا تُكرَّمين على مسلسل لم يشاهده أحد؟"
الجنين يسرق الأضواء
لكن الجوائز لم تكن محور الاهتمام. الخبر الذي خيّم على المناسبة كان تسريب أنباء عن حمل دانييلا، بعد إقامة حفل كشف عن نوع الجنين بحضور مجموعة من المقرّبين، طُلب منهم ألا يصوّروا أو يسرّبوا شيئاً احتراماً للخصوصية. الصحافيون الذين التفوا حولها لم يهتموا بتكريم مشكوك به، ولا بمسلسل تعثّر منذ حلقته الأولى، بل سألوا عن الحمل، وكأن الحدث الحقيقي في حياتها المهنية أصبح خبراً بيولوجياً لا فنياً.
دانييلا ترفض.. لكن لماذا؟
أبدت دانييلا انزعاجها، وطلبت من الصحافة الابتعاد عن حياتها الشخصية. موقف مفهوم من فنانة تسعى لحماية ما تبقّى من خصوصيتها. لكن الغريب، أن الحمل تحديداً ليس من الأمور التي يمكن إخفاؤها، ولا يحتاج إلى تسريب، لأن الزمن وحده كفيل بكشفه.
فلماذا تصر دانييلا في كل مرة على رسم حدود صارمة مع الصحافة، بينما تعيش في وسطٍ فني لا يعترف بتلك الحدود؟ وهل يحق لها فعلاً طلب الخصوصية الكاملة، في حين أن الكثير من زملائها يختارون الشفافية باعتبارها جزءاً من العقد غير المكتوب بينهم وبين جمهورهم؟
الصحافة الفنية… انحدار لا مفر منه
لكن السؤال الأكبر لا يُطرح على دانييلا، بل على الصحافة الفنية التي حضرت. كيف يمكن لجمهور واعٍ أن يثق بمنصات إعلامية تركت "تكريم بلا قيمة" و"عمل بلا جمهور" لتلاحق خبراً شخصياً لا يُغيّر شيئاً في المشهد الفني؟ كيف أصبحت القاعدة اليوم هي مطاردة الأضواء بدل تقييم الأعمال؟
نعم، من حق الصحافة أن تسأل، لكن من واجبها أن تسأل ما يهم. من المؤسف أن يكون عنوان حفل فني، تكريمٌ مجاملٌ عن عمل فاشل، وحصارٌ إعلامي حول حمل لم تُعلنه صاحبته رسميًا.
تكريم دانييلا رحمة عن نَفَس ليس تكريماً للموهبة، بل لعادة متكررة في حفلات الجوائز: منح الألقاب دون معايير. أما موقفها من الخصوصية، فهو مفهوم وإن بدا متناقضاً أحياناً. لكن ما لا يُفهم أبداً، هو كيف استقالت الصحافة من مهنتها، لتتحوّل إلى عدسة تتلصص على البطون، لا على السيناريوهات.