TRENDING
أيام ثقيلة منذ رحيل زياد الرحباني... وأسئلة ظلّت بلا أجوبة

أيامٌ ثقيلة مرّت منذ رحيل الفنان زياد الرحباني، ولا يزال وقع الخبر عصيًّا على التصديق، كأنّ الزمن توقّف هناك، عند تلك اللحظة التي هُزّ فيها وجدان محبّيه.

لا يزال محبّو الفنانة الكبيرة فيروز يتساءلون: هل كان لقاؤهم بها مجرّد حلمٍ جميل؟ أم كابوسٍ فنيّ أليم؟ حلموا برؤيتها متوَّجة بالفرح، مشرقة في حفل أو تكريم، لا أن يلتقوا بها وهي متّشحة بالسواد، تحبس دمعتها النبيلة بشموخ، وتلملم أنفاسها أمام أعينٍ تكسوها الدهشة والحزن.

لا يزال أولئك الذين هاجموا ريما الرحباني لسنوات، يتلون اليوم آيات الندم، وكأنّ رحيل زياد أعاد ترتيب الذاكرة الجماعية. فجأة بدت ريما كما لم يروها من قبل: الأخت الصابرة، الحامية، السند الذي لم ينهار، المرأة التي وقفت كجدارٍ من فولاذ تسند أمّها وتحتضن ما تبقّى من عائلتها بصمتٍ ووجع.

بعد الرحيل، قفزت إلى الأذهان أسئلة موجعة، مؤجّلة، غارقة في الحنين:

كيف تعيش فيروز بعد فقد ابنها؟

هل سنشهد يومًا الكشف عن ضريح زياد؟ أم سيبقى بعيدًا عن عيون الكاميرات احترامًا لصمت العائلة؟

وهل ستعود السيّدة إلى عزلتها، بعد أن اختبرت بنفسها كيف أن صورتها في وجدان محبّيها لم تختلف عن حضورها بينهم، وأن الهيبة التي ظلّت تحيط بها طوال السنوات، لم تكن وهمًا، بل امتدادًا لحقيقتها المتجذّرة فينا؟

هل ستكرّم زياد بصوتها؟

هل ستُطلق أغنية كانت تنتظر اللحظة المناسبة؟

أم أنّ حزنها أكبر من أي صوت، وأعمق من أي لحن؟

وماذا عن ريما؟

هل تشعر اليوم أن زياد، حتى في رحيله، دافع عنها؟ وكأنّه قال دون أن يتكلّم: "ريما كانت على حق. صبرت، واحتملت، وسامحت، وأنتم ظلمتموها."

ثمّة مرآة قاسية انعكست أمام الفنانين بعد هذه الفاجعة. هل نظروا إلى وجوههم حقًا؟

هل سألوا أنفسهم: كيف وصلت فيروز إلى مصافّ لا يُطال؟

ما هو ذاك السّر الذي جعلها أيقونة خالدة، تبكي بصمت، وتُعزّي الحضور بحزنها، في حين أن الجميع جاء ليعزّيها؟

وماذا عن الصحافة؟

هل تعلّمت الدرس؟

هل أدركت أنّ الصمت في لحظات كهذه أبلغ من أي مانشيت، وأن محاولة سرقة لحظة وجع تحت شعار "السبق الصحفي" ما هي إلا سقوط أخلاقي يتكرّر؟

وأخيرًا، السؤال الأكبر:

ماذا قالت فيروز بعد وداع زياد؟ هل علّقت على لقائها بالناس؟ كل الناس؟

أم أنّ وجعها أكبر من أن يترجم إلى كلمات، وأكبر من أن تُعيره انتباهًا مهما كان الحدث جللًا، بعد أن غاب عنها أغلى الناس؟