TRENDING
ميديا

"آسر": ماتت حياة وجابر وكنان.. ثم مات المشاهدون جميعًا

في خطوة لم يسبق لها مثيل في الدراما العربية، تحوّل مسلسل "آسر" إلى ما يشبه مأتماً جماعياً على الشاشة، حيث قرّر صنّاعه – فيما يبدو – أن ينتهوا من جميع الشخصيات دفعة واحدة، تاركين الجمهور في حيرة من أمره، بين الضحك من العبثية أو البكاء على تضييع ساعات في متابعة هذا العمل، ليصحّ في الحلقات الأخيرة قول الكبير عادل إمام "ثم مات المشاهدون جميعًا".


مجزرة درامية تبدأ ولا تنتهي

مع توالي الحلقات الأخيرة، بدت الأحداث وكأنها تخرج من سيطرة الكتاب والمخرج، خصوصاً مع دخول الممثل بيار داغر بدور كنان العمل متأخراً وكأنه ضيف ثقيل، تحوّل إلى ماكينة تصفية حسابات، يقتل من يشاء بطريقة لا تخلو من الطفولية والعبث. البداية كانت مع الخال (عباس النوري)، ثم تبعه جابر (إيهاب شعبان  ) وقبلهما ناي (زينة مكي)، ثم رامي (ورد عجيب) شقيق آسر، ثم مقتل غازي (مجدي مشموشي) على يد ابنته حياة (باميلا الكيك)، العبث الأشد فجاجة كان مقتل عزت (سامر المصري) على يد راغب (خالد قيش)، ثم اكتشاف الأخير لاحقًا أنّ موت عزت كان تمثيلية، ليقوم لاحقًا بقتل طليقته حياة.



كنان.. القاتل الذي لم ينجُ من نصّه

الشخصية الأكثر جدلاً، كنان (بيار داغر)، والذي ظهر في الحلقات الأخيرة كما لو أُدخل عنوة، لعب دور القاتل المهووس قبل أن يسقط هو الآخر صريعًا، وكأنّ النص قرر المساواة بين الجميع، الموت عقوبة الوجود في هذا المسلسل، أو كأن صناع العمل قرروا اختبار صبر الجمهور حتى آخر نفس.

 



دراما أم كوميديا سوداء؟

في النهاية، ترك "آسر" جمهوره أمام سؤال واحد: هل كان هذا مسلسلًا دراميًا أم تجربة في الكوميديا السوداء؟ موت شخصيات العمل بهذا الشكل المتسارع والاعتباطي جعل من "آسر" مثالًا حيًا لفوضى الكتابة وضعف النص، حتى تحوّل من عمل معرّب عن مسلسل تركي ناجح إلى نسخة مشوهة بلا روح ولا منطق.