تحل اليوم، 15 آب/أغسطس، الذكرى المئة لميلاد النجمة المصرية الكبيرة هدى سلطان، التي رحلت عام 2006، تاركة إرثًا فنيًا غنيًا في السينما والمسرح والموسيقى. وبهذه المناسبة، نستعيد واحدة من أكثر القصص إثارة في حياتها الشخصية، حين هربت من منزلها عام 1966 وأعلنت رغبتها في إنهاء حياتها، ما أشعل أزمة كبيرة داخل أسرتها وبينها وبين زوجها الفنان فريد شوقي.
بداية الأزمة: دعوة إلى مهرجان بيروت
في 13 تشرين الأول/أكتوبر 1966، تلقت هدى سلطان مكالمة من مكتب زوجها فريد شوقي، يخبرها فيها بدعوة لحضور مهرجان بيروت السينمائي. رفضت هدى فكرة السفر، إذ كانت تخشى تكرار الشائعات التي تلاحقه عند كل رحلة، والتي تزعم دخوله في قصة حب جديدة. ورغبةً منها في الحفاظ على بيت الزوجية الذي استمر سنوات، أصرت على الرفض، لكن فريد تمسك بالسفر، لتبدأ الأزمة.
الحالة النفسية المتدهورة
ابنتها نبيلة لاحظت علامات الغضب والحزن على والدتها، وحاولت تهدئتها باقتراح الخروج معًا بعد عودتها من المدرسة. كانت نبيلة تدرك أن حالة هدى النفسية ساءت في الفترة الأخيرة بسبب مرض شقيقها الفنان محمد فوزي وخوفها من إتمام زفاف ابنتها في ظل مرضه.
اختفاء غامض
بعد خروج نبيلة، أخبرت هدى خادم المنزل أنها ستزور زوجة موزع كويتي في مستشفى دار الشفاء، لكنها غادرت المستشفى فجأة متجهة إلى "مصحة النيل" بالمعادي. هناك، أبلغت مدير المصحة أنها تعاني انهيارًا عصبيًا وتريد الانتحار، فتم إعطاؤها حقنة مهدئة وطلبت عدم إبلاغ أسرتها بمكانها.
بحث العائلة والشرطة
في غياب أي خبر عنها، بدأت العائلة البحث، واتصلت شخصيات مقربة للسؤال، بينهم الفنانة ليلى فوزي. عاد فريد شوقي من السفر بعد تلقيه برقية من الأسرة، بينما سادت مخاوف من سفر هدى للإسكندرية لتنفيذ تهديدها أو فقدانها الذاكرة. ومع نشر خبر اختفائها في الصحف، اكتشف مدير المصحة الأمر وأبلغ الأسرة.
مواجهة حادة مع فريد شوقي
عند زيارتها، كانت هدى هادئة في الحديث عن أي موضوع باستثناء فريد، الذي كانت تنفعل عند ذكره. حاول فريد إصلاح العلاقة، لكن مدير المصحة نصحه بالتوقف عن الزيارات. تدخلت الفنانة تحية كاريوكا للصلح، لكن هدى اشترطت الطلاق. رفض فريد، ومع تدخلات لاحقة نجحت تحية في إعادة المياه إلى مجاريها، لتعود هدى إلى بيتها، وإن بقي القلق والخوف على شقيقها محمد فوزي الذي توفي بعد أيام من الواقعة.
إرث فني وذكرى خالدة
رغم هذه الأزمة القاسية، بقيت هدى سلطان واحدة من أبرز نجمات الفن المصري، بصوتها المميز وأدوارها التي خلدتها في ذاكرة الجمهور. ويظل يوم ميلادها مناسبة لاستعادة قصصها الإنسانية والفنية التي صنعت منها أسطورة خالدة.