TRENDING
رحمة رياض في


راحت رحمة رياض باتجاه الأرض المقفرة حيث النظرة نادرة والحياة تعب وتشرد. وغنت عن الترحال والندم.

صوت يكسر القسوة.

خاطت رحمة غنائها في أغنية "من الآخر" بصنارة الوجع. أعطت، ظلمت، تأوهت ثم رحلت.

شجن هذه الأغنية عالياً. دفء صوت الفنانة يكسر تلك القسوة ويفتتها، تغني بحرقة عن الحب العقيم الذي لا يولّد سوى الوجع وتلوم نفسها لأنها لم تدرك نهاية المطاف.


كلمات ككثبان من حرقة

كلمات هذه الأغنية التي نظمها مشاري إبراهيم جاءت من صحراء القلب الجاف، حيث النعومة رملاً كثيفاً، وحيث القيظ حارقاً سكب كثبانه ندماً وحرقة، ولم يعد له من أمنية سوى أن يقلب كل شيء رأساً على عقب.

يقول:

"أنا جيتك حبيتك

بدل ما غيّرك بالحب غريتك

ونفسي اليوم يا ليتك

تفارقني مثل ما أول تمنيتك

نعم مسكين ومالك ذنب

أنا الغلطان والذمّة

لأنك وين ووين الحب

ولا صوبه ولا يمّه"

أجادت رحمة رياض اللهجة الخليجية

أصابت رحمة رياض اللهجة الخليجية وأعطتها ذاك الدفء المتداخل مع اللغة البِكر التي تأتي من حقيقة البيئة والمشاعر القوية. ولحّنت بصوتها ذاك العتب والزعل، مغرّدة في مكان بعيد حيث لا أهازيج ولا رقص، بل غناء عند حافة القهر.


الكليب المعبّر

الكليب عن نساء رُحّل يعيشن في قفر الأرض السليخ، حيث لا رجل يسأل ولا همة تساعد. فقط نسوة يتعاونّ في شظف الحياة وقهرها، ويتحدن في الظلم والظلمات، ويحاولن العيش بما ملكت أيديهن. نساء راحلات باتجاه قدر أفضل، هرباً من أحمال لم تعد تستطعن حملها.

الأغنية المحطة

رحمة رياض لا تريد أغنية ضاربة بقدر ما تريد أغنية تحفر وتعبر نحو القلوب. تريدها محطة، و"من الآخر" محطة حزينة لكنها معبّرة عن الحب حين ينكس وعده، وعن الظلم الذي يجعلنا نتخلى حتى عن حقوقنا.

أغنية الخلاص من المُرّ، والذي ندفع ثمنه تشرداً وتحمل المسؤولية مقابل العيش في أمان وسلام.

لحّن عبد العزيز لويس هذه الأغنية بنغمة توالف أجواء الكلمة وصوت رحمة رياض، فقدم لحناً كأنه عزف على الصمت: خفيف، ناعم، رقيق.