في فترة كانت الخلافات بين الفنان عبدالحليم حافظ والنجمة وردة الجزائرية حديث الوسط الفني والجمهور، تعددت التكهنات حول الأسباب الحقيقية وراء هذا التوتر. الصحف وقتها تداولت عدة روايات؛ بعضها أرجع الخلاف إلى خروج وردة من شركة "صوت الفن" التي يملكها عبدالحليم وعبدالوهاب، فيما أشارت أخرى إلى تصريح نُسب إليها يفيد بأنها "ترفض الغناء في حفلة واحدة مع حليم"، رغم تأكيدها لاحقاً أن كلامها قد حُرّف.
وردة أوضحت أنها لم ترفض الغناء مع عبدالحليم، بل رفضت فقط أن تكون مشاركتها مجرد "فاصل" بين وصلتين له، مؤكدة أنها لا تمانع مشاركته الحفل إذا كان يغني وصلة واحدة فقط.
حفلة الزمالك و"أنصار حليم"
رواية ثالثة ربطت الخلاف بالحفلة التي أحيتها وردة في الزمالك، حيث واجهت عند خروجها مجموعة من جمهور عبدالحليم هتفوا ضده. وفي اليوم التالي، وأثناء حفل الربيع لعبدالحليم، حدثت بعض الشوشرة والتصفير الذي أثار غضبه، وقيل وقتها إن السبب يعود إلى وردة وبليغ حمدي. إلا أن عبدالحليم نفسه نفى ذلك مؤكداً: "هؤلاء لا يمكن أن يفعلوا ذلك".
وساطة لحل النزاع
وسط هذه الأجواء المتوترة، تدخل عدد من المقربين من الطرفين لرأب الصدع، من بينهم الكاتب ثروت فهمي الذي لمس لدى الاثنين استعداداً للتقارب. وجاء الحل العملي على يد قائد الفرقة الماسية أحمد فؤاد حسن، الذي قرر دعوتهما معاً إلى حفل عيد ميلاد ابنته، على أمل أن يجمعهما في أجواء ودية.
لقاء المصالحة
وصلت وردة أولاً إلى الحفل، ثم لحق بها عبدالحليم. وبعد تبادل التحية جلس كل منهما في ركن مختلف. عندها لجأ أحمد فؤاد حسن إلى حيلة لطيفة؛ إذ استدعى عبدالحليم بحجة اتصال هاتفي، وطلب من وردة أن تلتقي بشخص يريد الحديث معها في أمر مهم. ليتفاجأ الاثنان بأنهما يقفان وجهاً لوجه، ودعاهما للجلوس معاً على مقعد واحد.
بلا تردد جلسا، وبدأ الحوار بينهما. عبدالحليم أكد أنه لا خلاف شخصياً مع وردة، فأجابته الأخيرة بأن الخلاف كان بينه وبين بليغ حمدي. ليقاطعها عبدالحليم بابتسامة: "ولا بليغ.. هو يلحن لي أغنية جديدة الآن ونلتقي كل ليلة". ومع الوقت بدأ الجليد يذوب، وتبادل الاثنان العتاب والضحك.
صور ومودة جديدة
التقطا بعض الصور التذكارية معاً، فقالت وردة مازحة: "هذه أول مرة أظهر فيها في صور مع عبدالحليم"، فرد عليها: "لكننا التقطنا صوراً في زفافك على بليغ"، لتضحك وتجيبه: "لا، تلك لا تُحسب".
وختمت وردة حديثها بقولها: "عندكم مثل يقول: ما محبة إلا بعد عداوة.. ومع أن ما بيني وبين عبدالحليم لم يكن سوى خلاف يسير، إلا أننا عدنا اليوم بروابط أقوى وصداقة أعمق".
نهاية سعيدة
وقبل إطفاء شموع عيد الميلاد، تجمع الأطفال حول عبدالحليم ووردة لالتقاط الصور معهما، في مشهد يعكس نهاية سعيدة لليلة صلح أعادت الدفء إلى العلاقة بين اثنين من أبرز نجوم الفن العربي.