TRENDING
رنا جبران رعد دورها في


رنا جبران الممثلة السعودية التي أبكتنا حين ظَلمت وأبكتنا أكثر حين ظُلمت.

أداءها شخصية سهام في مسلسل "امي" رفعها ممثلة نحو القمة. بدأت سهام من الحضيض وحاولت جاهدة أن ترتفع وعند كل سفح كان ينهار التراب تحت اقدامها فتقع مضرجة.


سهام... الشخصية التي أوجعتنا حتى في صمتها

أدت هذا الدور الصعب من أم مظلومة ومحرومة وزوجة تضرب وتعنف وسيدة تشقى ورجل مستبد ظالم يأكل تعبها وهي تحارب من أجله في مجتمع حسب مفهوميتها يصعب على المرأة العيش بدون ظل رجل حتى ولو كان سفيهاً.

دروس كثيرة تركتها سهام خلفها بعد أن عاشت اقسى ظلم من رجل لقى حتفه على يديها ودخلت السجن لتكون مرارة حياتها تزن أطناناً.

رنا جبران حملت هذا الدور بدموعها وشقائها وجسدته عبرة وصلت وجدان المشاهد. نظراتها الخائفة، جسدها المرتجف دموعها التي لم تكفكف طوال العمل على مدى 90 حلقة، الحيف الذي عاشته امرأة تشقى في العمل ورجل يقبض راتبها وهي محرومة حتى من لقمة الخبز.

الظلم المركب... حين يتآمر المجتمع والرجل على امرأة واحدة

رنا جبران التي خرجت من جلدها الناعم وعاشت دور سهام امرأة الشقية التي تحمل صراعات داخلية كبيرة، حيث وقفت إلى جانب زوجها ضد مصلحة أولادها في دور غاية في الضعف وقلة الحيلة وعندما أرادت أن تكون أماً حقيقية لم تجد سوى القتل شفاء لجراحها ومكانتها.

من البداية لم تكن سهام سوى ضمير لكنها لا تجيد التصرف، ورنا جبران حملت كل هذه المأساة بجلدها ونبرتها وصوتها وجراحها الجسدية والنفسية. وكانت البطلة التي هزمها المجتمع وهزمها الرجل وهزمتها الحياة وعندما وقفت وقفة حق صارت في السجن.


لا تستحق سهام هذه النهاية الظالمة في أروقة العتمة وهي التي عاشت الظلم بكل وجوهه. المرأة المعذبة المتروكة لسلطة رجل ظالم مجرم عندما حاولت الفكاك منه لم تجد أمامها سوى قتله فكان مصيرها أشد سواداً وظلماً.

تحتاج رنا جبران فسحة حتى تشفى من هذا الدور الصعب المركب ونحن كمشاهدين لم يكن أمامنا سوى أن نعدها بأننا لن ننسى هذا الأداء النضر، فهي التي حملت العمل بعيونها الجميلة الباكية ووجهها المليء بالكدمات وقلة حيلتها وضعف شخصيتها. انها المرأة التي لطمتها الحياة بكل أنواع الصفعات تحملتها وجعاً ومعاناة وفي النهاية كان مصيرها أسود خلف القضبان.


من السجن إلى القمة: رنا جبران وأداء استثنائي لا يُنسى

رنا جبران التي خرجت متوجة بهذا الأداء الذي رفعها على منصة التألق لتكون رقماً صعباً في الدراما، فمن حمل شخصية سهام وتعقيداتها وظلمها وظلامها يقدر أن يلعب أي دور في النور. فمن أظهر ابداعه في عتمة الحياة وشقائها لن يصعب عليه أن يجسد أي دور تحت الضوء.

رنا التي أعارت سهام الحب والخوف والتبعية واللغة الجسدية المتوترة والعيون التي لم تكن بحاجة لحوار مكتوب صوتها المتدرج بين الانكسار، الحدة، والبرود.

رنا جبران التي كسرت الصورة النمطية للممثلة الشابة، وقدّمت نفسها كوجه درامي قادر على حمل أدوار ثقيلة ومعقدة. إذا استمرت بهذا النمط من الاختيارات الذكية، فإنها بلا شك ستُعتبر واحدة من نجمات الصف الأول في الدراما الخليجية والعربية.