هذه الغترة أو الكوفية لم تعد حطة لرأس الرجال. بل صارت ثوباً حراً لمن يريد.
محمد نور مصمم الأزياء ومهندس الديكور المصري جعل من الكوفية الفلسطينية زياً يلبس في كل المناسبات.
أكثر من 40 ثوباً نقش وصمم بروحية الكوفية. مدّ قماشة الغترة في كل الاتجاهات. جعلها ملبساً لليل والنهار، للحفلات والأيام العادية. سكب نقشها طولاً وعرضاً وفتح رمز القضية لتصبح ثوباً للتعبير عن التعاطف وعن الحرية.
هذه القضية المحقة التي نالها الظلم باتت عند محمد أكثر من رمز لغطاء رأس ومشلح أكتاف، باتت ثوباً يبلس في كل المناسبات.
إن كان القطن والكتان هو قماشة معروفة للكوفية. فتح المصمم كل أنواع الاقمشة ليحيك قصة التعاطف والثبات والحق. جاء بالحرير والقطن والساتان والموسلين واشتغل بالنقش واختصر مجموعة أزياء باللونين الأسود والأبيض ونقش شِباك الكوفية عليها.
لم تعد المسألة عنواناً بل صارت موضوعاً كاملاً أبعد من رمز باتت تحدياً. فتح الكوفية وغطى بها الجسد بالكامل وأعطاها أشكالاً وقصات وتموجات. ترفل أحياناً تشتد أحياناً تكمش الخصر والعنق وتتهدل على مدى اللباس.
هذا الفن هو لغة أخرى للمقاومة للتعبير عن أن المواجهة قد تكون حتى بالثوب.
عمل مبدع دوّره المصمم نور وخلق منه حالة أساسها الملبس وآخرها المنازلة. أراد أن يعبر عن الأسى والدعم للشعب المظلوم المقهور، فأخاط أثواب بكل المعاني البسيطة والكاجوال والمرفهة.
سخّر الأناقة والجمال والثوب لخدمة أكبر من معناها، ذهب بها نحو تعبير جديد يحسب له. جعل من المرأة جندياً مقاوماً بالصورة والحلة.
جعل من الفكرة امتداداً أوسع، حولها إلى طرازٍ يحكي في كل مناسبة مهما كانت في الشارع أو في الصالونات الراقية أو الظهور أو الاعلانات. أراد أن يقول شيئاً متفجراً فقاله في تلك الأثواب دلالة تحدٍ وحب ورفض وأهمها دلالة للحرية والمجاهرة والتصدي.