اليوم، تُطفئ صوفيا لورين شمعتها الحادية والتسعين، لكنها لا تُطفئ وهجها. فهذه السيدة الإيطالية التي خرجت من أزقّة نابولي الفقيرة إلى بريق هوليوود، لم تكن يوماً مجرد ممثلة أو وجه جميل على الشاشة، بل أسطورة صنعت من الأنوثة فناً، ومن الجمال لغة عالمية.
بطلة كل النساء
في عينيها ظلّ البحر المتوسط، وفي ابتسامتها قوة مدينة لا تعرف الانكسار. جسّدت في أفلامها المرأة بكل تناقضاتها: الحبيبة، الأم، العاشقة، المتمردة، وفي فيلم «امرأتان» تُوّجت بالأوسكار لتصبح أول ممثلة تنال الجائزة بلغة غير الإنكليزية. ومنذ ذلك الحين، صار اسمها مرادفاً للقوة الناعمة، للأنوثة التي لا تذوب في معايير الزمن.
الكحل الأسود وقع باسمها
صوفيا لورين أيقونة الجمال ومدرسة في الأناقة. عرفت كيف تحمل الفساتين الكلاسيكية كما تحمل تاريخها الشخصي، وكيف تجعل الكحل الأسود حول عينيها توقيعاً لا يُمحى. كانت ملهمة لمصممين كبار، وأيقونة ألهمت نساء العالم بأن الجمال ليس شكلاً فقط، بل شخصية وروح وحكاية.
سر الكحل الشهير
كانت صوفيا لورين ترسم عينيها بطريقة خاصة جداً، إذ ابتكرت لنفسها أسلوباً في الكحل يقوم على مدّ خط أسود طويل مع إبراز الرموش الكثيفة. هذا الأسلوب أصبح توقيعها الجمالي الخاص، ولاحقاً استُنسخ في عالم المكياج بوصفه "العيون على طريقة صوفيا لورين".
ملهمة كبار المصممين
أيقونة السينما كانت وجهاً ملهماً لأكبر بيوت الأزياء في العالم. ارتدت من فالنتينو الذي اعتبرها ملهمته الدائمة، كما ظهرت كثيراً بتصاميم أرماني وفيرساتشي وديور، وجعلت من الفساتين السوداء الكلاسيكية توقيعاً شخصياً لها. أسلوبها في الموضة كان انعكاساً لشخصيتها: أنثوية بجرأة، أنيقة ببساطة، ملكية من دون تصنّع.
عاشقة المجوهرات وبلغاري المفضل لديها
صوفيا العاشقة للمجوهرات، لم تكون تعتبرها مجرد زينة، بل امتداداً لقصتها. كثيراً ما ارتدت قطعاً ضخمة من بولغاري (Bulgari)، حتى أن الدار اعتبرتها أحد أهم وجوهها التاريخية.
النجمة الملهمة للأجيال
كانت تعرف كيف تحوّل فستاناً بسيطاً إلى أسطورة على السجادة الحمراء، وكيف تجعل قطعة مجوهرات كلاسيكية امتداداً لروحها، لا مجرد زينة. لذلك، ظلّت إطلالاتها مرجعاً في عالم الموضة، ومصدراً لإلهام الأجيال الجديدة من النجمات والمصممين على حد سواء.
أسطورة الأنوثة الحقيقية
في عيد ميلادها الـ91، نحتفي بها كرمز يتجاوز عمره، فما زالت تذكرنا بأنها أسطورة الأنوثة الحقيقية ليست في الملامح وحدها، بل في القدرة على أن تظل المرأة وفيّة لذاتها، مضيئة حتى وهي تعبر فصول الحياة.
صوفيا لورين… الدليل الأجمل على أن الزمن حين يمرّ على بعض النساء، لا يشيخ بهن، بل يزداد بهاءً.