في واحدة من الحكايات الطريفة التي ارتبطت بالفنان الراحل كمال الشناوي، وقعت واقعة غريبة أمام مسرح الأزبكية بالقاهرة، حملت في طياتها دلالات عن الحظ وتقلبات الزمن.
بداية القصة
كان كمال الشناوي قد أنهى زيارة لأحد أصدقائه بمسرح الأزبكية، وبينما يهم بالخروج لمحظ بصره بريق على الأرض. انحنى ليلتقط ما تبين لاحقاً أنه "قرش صاغ"، لكن قبل أن يمد يده، سمع صوت رجل خلفه يسأله: "ماذا وجدت؟". استدار الشناوي ليجد رجلاً يرتدي بدلة قديمة، فأجابه: "وجدت قرش صاغ". ابتسم الرجل قائلاً: "كنت متوقعاً ذلك، ولا تترك قرشاً صاغاً أبداً، فلولا هذا القرش لكنت أنا من وجدته".
حكاية الرجل مع "القرش"
جلس الرجل يحكي قصته، قائلاً إنه قبل سبعة أشهر لم يكن يملك شيئاً، وذات ليلة وجد قرشاً صاغاً داخل جنينة الأزبكية. اشترى به رغيفاً، وأثناء سيره عثر صدفة على نصف جنيه. وفي تلك الليلة نام في فندق بسيط، ليكتشف في الصباح وجود مبلغ كبير مخبأ داخل المرتبة، وصل إلى 500 جنيه. اشترى بسيارتها الأولى، لكن القدر تدخل حين اصطدم بسيدة كان والدها ثرياً، لتنشأ بينهما قصة حب انتهت بالزواج. أهداه والدها منزلاً قيمته آنذاك نحو خمسة آلاف جنيه.
انقلاب الحال
لكن كما يروي الرجل، لم يدم الحظ طويلاً؛ فقد احترق البيت بعد أشهر قليلة، وتعرضت حياته للانهيار، إذ تركته زوجته وعاد إلى الشارع بلا مأوى أو مال. قال الرجل بحسرة: "اليوم جئت إلى الجنينة نفسها آملاً أن أجد قرشاً صاغاً آخر، أو أن يمنحني أحدهم مالاً بسيطاً أتمكن به من المبيت في فندق".
كمال الشناوي
ابتسم الفنان الراحل ومنحه القرش الصاغ قائلاً: "خذ هذا القرش، واذهب لشراء رغيف، فلعل التاريخ يعيد نفسه".