مرّت عامان على وفاة الممثل الأميركي ماثيو بيري، الذي اشتهر عالميًا بدور "تشاندلر بينغ" في المسلسل الأسطوري فريندز، تاركًا إرثًا من الكوميديا والذكريات، وحياة مليئة بالصراعات الشخصية خلف الأضواء.
الشهرة ليست كل شيء
في تصريحات قبل وفاته، اعترف بيري:
"كنت أكثر الناس رغبةً في الشهرة، اعتقدت أنها الجواب لكل شيء، وبعد سنتين من نجاحي في فريندز أدركت أن هذا الحلم لا يجلب السعادة ولا يملأ الفجوات في حياتي. الشهرة كانت خدعة."
هذه الكلمات تلخص صراعه مع الشهرة، التي لم تمنحه الراحة النفسية التي كان يسعى إليها.
موهبة مبكرة ونجاح ساحق
قبل أن يصبح أحد أشهر نجوم الكوميديا، واجه ماثيو صعوبات. أرسل لمعلمه في الثانوية غلاف مجلة People التي تصدره، بعد أن شكك هذا الأستاذ في قدراته وقال له إنه "لن ينجح في شيء لأنه يقضي وقته في الضحك". موهبته في السخرية والضحك تبلورت لاحقًا في مسلسل فريندز، حيث ساهم بشكل كبير في صياغة النكات والمواقف، وكان داعمًا للكتاب والمخرجين في تحسين النصوص.
رحلة الإدمان والصراعات الشخصية
حياة النجم لم تكن خالية من الأزمات، ففي عام 1997 تعرض لحادث تزلج أدى إلى كسور، ووصف له الأطباء دواءً يحتوي على مشتقات الأفيون. هذا الدواء أدى إلى إدمانه، حتى وصل إلى تناول خمسين حبة يوميًا، وبدأ بسرقة أدوية من أصدقائه. تنقل بين مصحات العلاج دون أن ينجح تمامًا في التحرر من الإدمان، الأمر الذي شكل تحديًا مستمرًا في حياته الشخصية والمهنية.
معجزة الحياة ورغبة أخيرة
في عام 2018، واجه ماثيو أزمة صحية حادة إثر تمزق أمعائه نتيجة المخدرات، واعتقد الأطباء أن شفاءه شبه مستحيل. لكنه تعافى بشكل مفاجئ، واعتبر ذلك إشارة للعيش من جديد. ظهرت لديه رغبة أخيرة في تأسيس عائلة والزواج، وهي الرغبة التي رآها ملاذه الأخير قبل أن يغادر الحياة عن عمر 54 عامًا، تاركًا أثرًا كبيرًا على زملائه وجمهوره.
إرث خالد
رغم رحيله في 29 أكتوبر عام 2023، ما زالت شخصية "تشاندلر" وروحه المرحة حاضرة في ذاكرة الملايين حول العالم، كشاهد على موهبة استثنائية ضحكت أمامها الجماهير بينما عانى خلف الكاميرات.