عروض Maison Margiela يغير مفهوم الموضة ولغة القماش ويفتح كتاباً جديداً في عالم الأناقة.
كانت عروض الأزياء تعني الترف والبهرجة والفخامة. اما اليوم هناك اتجاه يعاكس هذا المفهوم وهو العودة نحو الطبيعية والمعقول والهدوء.
شعارات الموضة تتغير
في زمنٍ اعتادت فيه الموضة أن ترفع صوتها في كل موسم؛ أن تبهر وتُصدم وتحتل العيون قبل القلوب، يحدث الآن ما يشبه التحوّل الهادئ.
هذا التحول ليس شعارات ، بل يتنفس في تفاصيل العروض: في حركة العارضين، في ملمس القماش، في المساحات بين الضوء والظل، وفي تلك اللمحات التي تترك شعورًا أكثر مما تترك صورة.
لقد بدا وكأن عالم الأزياء تعب من الصخب والتصنع .والمبالغة باتت منفرة وليست مدهشة والضجيج والبريق لم يعد يقنع.
Maison Margiela يقود مسار التغيير
وهذا النهج الجديد بدأت عروض الأزياء تعبر عنها من خلال دور لها كلمة الفصل في صناعة الموضة. فما قدمه عرض Maison Margiela بقيادة جون غاليانو كان لحظة فارقة في عرض ربيع وصيف 26.
في العرض الأخير لدار Maison Margiela، أعاد المصمم جون غاليانو تعريف ما يمكن أن تكون عليه الموضة حين تخفّف من الاستعراض.
العارضون باتوا شخصيات وليسوا أجساد تتبختر. كل واحد منهم كان يحمل حكاية مكتوبة على طريقة المشي، على انحناءة الرأس، على طريقة النظر إلى الجمهور.

اخذت الملابس مفهوماً فهي ليست فقط لتلبس بل لتعاش لتكون معبرة عن الشخص الذي يرتديها.
الأقمشة ليست لنتغنى بها وبجودتها بل الاقمشة هي جزء من الإصغاء الى حاجة الجسد. وهذا ما بدأ به غاليانو تعريفه وما اثار نقاد الموضة حوال العالم.
حيث غصت تعابير جديدة في مفهوم الاناقة وبات هناك أقوال مثل :"أنا هنا… لأشعر". والانبهار لم يعد مطلوبا بل التأمل".
إذ كتب أحد نقاد الموضة العالميين بعد العرض:"هذه ليست أزياء تُستعرَض.هذه أزياء تُروى.”
وقال آخر:
"غاليانو أعاد للموضة قلبها. جعلها مرةً أخرى فنًا قبل أن تكون صناعة."
واما الجملة التي كانت الأكثر تداولًا فهي:"العرض لم يكن مسرحًا… بل كان اعترافًا".

عودة الروح إلى الجمال
ربما اكتشف صُنّاع الموضة أخيرًا أن الجمال الحقيقي لا يحتاج أن يثبت وجوده.
الموضة القادمة بدأت تعلن نفسها بأنها لتلك الأرواح العادية المطمئنة والإنسانية وليست تلك المتصنعة والمبالغ فيها بل تلك الرصينة والهادئة .
اما الجمال الذي يفوز هو جمال العمق والبلاغة الراقية بدون ضجيج. والمرأة الملفتة هي تلك التي تتمتع بروح قوية وثقة وشخصية وملفتة وليست تلك التي تزدان بالمبالغة والإسراف بالملبس حتى تقوي نفسها. بات الرداء هو الذي يحمل روح لابسه وليس العكس .







