رغم أن الضوء خفَت حوله مؤقتًا، لم يغادر الجينز الممزّق الساحة أبدًا. هذه القطعة التي وُلدت من روح الشارع ما زالت تتوهج فوق منصّات الموضة العالمية، وكأنّها تقول إنّ "التمرّد" يمكن أن يُخاط بخيوطٍ من الفخامة.

رشال زيجلر تعيد صيحة التمزق
في لندن، أعادت النجمة Rachel Zegler صياغة هذه الصيحة في إطلالة ذكية جمعت بين الجينز الممزّق ومعطف جلديّ من توقيع Coach لخريف 2025، لتبرهن أن الجينز الممزق يمكن أن يلبس مع الجلد، وأن الخشونة قد تندمج بانسيابية مع الأناقة. كان مشهدها كمن يمشي على خيطٍ بين الصخب والرقيّ لا تتنصّل من جذور الشارع، ولا تغادر سطوة البذخ.

دار Coach في طليعة هذه التقليعة
ورغم مرور أكثر من عقد على ذروة موضة الجينز الممزّق، إلا أنّ كبار الدور لم يتخلّوا عنه، بل روّضوه ورفعوه إلى مصافّ القطع الخالدة. فدار Coach مثلًا أعادت تصميمه بخطوط من البساطة المترفة، قصّات غير مبالغ فيها، وخامات تحمل مزيجًا من القطن الخام واللمسة الجلدية الناعمة، لتمنحه توازناً بين التمرّد والترف.

اناقة الجينز الممزق لم تخبو
لم يعد الجينز الممزّق مجرّد قطعة كاجوال؛ صار رمزًا للحريّة الشخصية، ولقدرة المرأة على مزج التناقضات: أن تكون أنيقة دون أن تفقد عفويتها، وأن تبدو جريئة من دون أن تتنازل عن رصانتها. يمكن ارتداؤه اليوم في مناسباتٍ متعددة مع كعبٍ عالٍ وسروالٍ ممزّق على نحوٍ أنيق لعشاءٍ راقٍ، أو مع جاكيت جلدية لحفلةٍ مسائية تفيض ثقة.
الجينز الممزّق إذًا ليس موضةً عابرة، بل لغةٌ بصرية تتجدد في كل موسم.


إنه علامةٌ على أن الأناقة لا تُقاس بالكمال، بل بالقدرة على تحويل “الندبة” إلى جزء من الجمال، كما فعلت Rachel Zegler حين جعلت من تمزّق القماش احتفالاً بأنوثةٍ حرةٍ لا تخشى البوح بخشونتها.
 
         
           
                    