في خضم الهجوم المتصاعد على آن الرفاعي، والاتهامات التي تُرمى جزافاً بأنها ليست ضحية وأنها استخدمت السوشيال ميديا، يبدو أن كثيرين تجاهلوا أبسط الحقائق وأكثرها وضوحاً: هذه السيدة لم تتحدث، لم تلمّح، ولم تُشر بأي شكل من الأشكال إلى وجود أزمة في حياتها الشخصية.
منذ بداية انتشار الأخبار حول انفصال كريم محمود عبد العزيز ودينا الشربيني، اختارت آن الرفاعي الصمت التام. لم تُعلّق على الشائعات، لم تشارك منشورات غامضة أو "ستوريات" تحمل رسائل مبطنة، بل استمرت في مشاركة أعمالها وصورها فقط، كأي امرأة تحاول الحفاظ على كرامتها وصورتها القوية أمام الناس.
حتى في التفاصيل الصغيرة، حافظت على اتزانها. لم تُزل صفة “متزوجة” من حسابها، لم تُلغِ المتابعة، ولم تتصرف لحظة واحدة كمنفصلة. هذا وحده كان كافياً ليؤكد أن الطلاق لم يكن قد تم فعلياً وقتها، وأنها كانت تحافظ على خصوصية بيتها حتى النهاية.

البيان الوحيد الذي كتبته كان بعد إعلان كريم الرسمي للطلاق، حين قالت إنها علمت بالأمر من “الستوري” لا أكثر. ثم التزمت الصمت مجدداً وعادت لمشاركة عملها كالمعتاد.
اليوم، تتحول آن الرفاعي إلى هدف لهجوم إلكتروني قاسٍ من لجان ومنصات تُحاول تحميلها مسؤولية قصة لم تروها هي أصلاً. والحقيقة الواضحة أن هذه المرأة لم تتاجر بوجعها، ولم تستخدم مواقع التواصل لكسب التعاطف، بل اختارت أن تكون ضحية صمتها وكرامتها.
آن الرفاعي لم تبحث عن الأضواء، بل الأضواء هي التي طاردتها.
وفي زمنٍ تُكافأ فيه الفوضى ويُعاقب فيه الصمت، يبدو أن ذنبها الوحيد هو أنها لم تتكلم.