في مثل هذا اليوم 23 أيار ـــ ماي عام 1993 رحلت الفنانة المصرية زينب صدقي عن 98 عاما، ملكة جمال مصر للعام 1930، من أسرة ارستقراطية من جذور تركية واسمها الحقيقي ميرفت عثمان، وممثلة لها مشوار طويل في عالم المسرح والسينما، إذ بدأت مشوارها الفنى عام 1917 عندما انضمت للعديد من الفرق المسرحية وقدمت عدداَ من المسرحيات وحصلت على جائزة التمثيل الدرامي الأولى عام 1926.
شاركت في العديد من الأفلام السينمائية ومنها: البنات والصيف، ست البيت، التلميذة، الجريمة والعقاب، اسكندرية ليه، وغيرها.
لقبت بــ "شكسبيرة الزمالك "، حيث كانت تقيم ندوات في صالونها الثقافي فى منزلها بحضور كبار الأدباء والمفكرين لمناقشة قضايا فنية وثقافية، بدءا من العام 1931 إثر نشرالصحف تصريحاً للوزير حلمى باشا عيسى آنذاك يقول فيه إن كل الفنانات على درجة كبيرة من الجهل، وهو ما أثارغضبها وأرادت أن تثبت خطأ هذا الرأي.
ارتبطت زينب صدقى بعلاقات طيبة مع كل الوسط الفني وجمعتها صداقة مع نعيمة عاكف وهدى سلطان ومديحة يسرى ومحمد فوزى والمخرج نيازى مصطفى وعبد السلام النابلسى، ولاحقا مع الفنانة فردوس محمد.
تمتعت بملامح وجه طيب مما مكنها بتأدية أدوار الأم، والحماة والناظرة الطيبة وكانت خفيفة الظل لاذعة التعليق وكان الجميع يخشى غضبها.
تزوجت مرة واحدة ولم يدم زواجها إلا 6 أشهر، وخلال عملها في مسرح الأوبرا تبنت ابنة أحد العاملين في الأوبرا كوثر حسن عباس التي عرفها الجميع باسم ميمي صدقي.
فى سنواتها الأخيرة أصدر الرئيس الراحل محمد أنور السادات قرارا بمنحها هي وبعض الفنانين القدامى معاشا استثنائيا قيمته مائة جنيه مصري وبالرَّغم مِن أنها لم تكن صاحبة مال لكنها كانت لا تشرب الماء إلا في كأس كريستال ولا تأكل إلا بشوكة وسكين فضة اشترتهم في مزاد علني عند بيع بعض مقتنيات الملك فاروق، وكانت تردد دائماَ: "أنا ما عنديش حاجة إنما أحب عيشة الملوك".