TRENDING
وثائقي

بدأت منصة "نتفليكس" بعرض الوثائقي المنتظر من ثلاث حلقات حول المحاكمة الأشهر في تاريخ هوليوود بين جوني ديب وأمبر هيرد، يستعرض كل تفاصيل هذه العلاقة منذ بدايتها، وصولاً إلى أروقة المحاكمة والحكم الصادر عنها.

ويكشف الوثائقي عن الصراع والحقائق التي ظهرت في قاعة المحكمة في نيسان\أبريل 2022 ، بين ديب نجم "قراصنة الكاريبي" (60 عامًا) وممثلة "أكوامان" أمبر هيرد، ( 37 عامًا)، وكيف تحولت هذه العلاقة والمحاكمة إلى جدل واسع تناولها الملايين عبر السوشيل ميديا وصارت قضية رأي عام عالمي.

تأثير مواقع التواصل

يسلّط الوثائقي الضوء ليس على تفاصيل المحاكمة فحسب، بل أيضاً على مواقع التواصل الاجتماعي، وتأثيرها على المحاكمة وعلى قيادة الرأي العام.

البعض استغل المحاكمة لزيادة عدد متابعيه، والبعض باتت المحاكمة شغله الشاغل ومنها جنى المتابعين والمال.

ومن داخل المحكمة، يكشف الوثائقي عن تفاصيل العلاقة بين الزوجين المتناحرين من قصص الحب إلى المشاجرات، إلى أمور خاصة جداً، بعضها منفر، التقط الزوجان أحدهما للآخر فيديوهات وصور وسجّل محادثات، كأنّ أحدهما كان يتربّص بالآخر بانتظار فرصة للانقضاض عليه.

كيف بدأت العلاقة بين النجمين

تقابل النجمان الأميركيان لأول مرة أثناء تصوير فيلم "يوميات الرم"، وهنا بدأت شرارة الحب بينهما حيث أعلنا ارتباطهما ثم خطوبتهما عام 2014، ليتزوجا عام 2015 في حفل خاص في استراليا وهناك تبدأ شرارة الخلافات كما يظهر الوثائقي، وهذا الزواج لم يستمر سوى 15 شهرا فقط.

بعد يومين فقط من الطلاق رفعت "هيرد" على "ديب" دعوى قضائية تتهمه فيها بالإساءة إليها عندما كان واقعًا تحت تأثير المخدرات والخمر، ورغم نفي "ديب" لهذه الادعاءات فإنه تم الاتفاق على تسوية مالية بمبلغ 7 ملايين دولار، دفعها لطليقته التي أعلنت أنها سوف تتبرع بها إلى المؤسسات الخيرية. وهذا ما لم تفعله بحيث واجهتها محامية ديب أثناء المحاكمة بالسؤال هل دفعت هذا المبلغ للجمعيات؟ وبعد احتدام في أروقة المحكمة اعترفت هيرد بأنها تزعم الدفع لكنها لم تفعل بعد، وهذه إشارة للتوضيح على أن هيرد شخصية كاذبة ومريضة كما سيظهر لنا في نهاية الوثائقي.

المقال الأزمة

البداية كانت عندما رفع ديب دعوى تشهير في اذار\مارس 2019، ضد هيرد في فيرجينيا، وألقى اللوم على المقال الذي نشرته في صحيفة "واشنطن بوست" في تدمير سمعته وحياته المهنية، وأنه كبّده خسائر مالية كبيرة.

زعمت فيه أنها كانت ضحية للعنف الأسري، رغم أنها لم تشر إلى "ديب" بالاسم في ذاك المقال. وأراد ديب أن تكون هذه المحاكمة علنية وأمام الناس والإعلام وهذا ما كانت ترفضه أمبر لكن حصل على ما يريد بعد امتعاض كبير من قبل طليقته.

وشهدت القضية على مدار ستة أسابيع قبل أن تصل للحكم النهائي شهادات من كلي الجانبين، ووجود أفراد مقربين من جوني ديب وآمبر هيرد. واستمرت المداولات لفترة ستة أسابيع.

شهد جوني ديب أثناء المحاكمة أنه لم يضرب آمبر هيرد أبداً ولم يعنفها ولم يعتد على امرأة في حياته، وأنها هي التي أساءت إليه وحطت من قدره.

وهنا تظهر حقيقة الأصبع المقطوع ليتبين أنها هي التي كانت تعنفه وليس العكس. اتهم "ديب" أمبر بما تتهمه هي به، بل استعان بشهادة الطبيب المعالج الذي أكد أنه عالج إصبع "ديب" التي كان طرفها مقطوعا، وفي المستشفى عثر الطاهي على الطرف المفقود في المطبخ وسط شظايا الزجاج.

فقد قال "ديب" إن هذا الجرح ناتج عن مشاجرة مع زوجته حينها ورميها له بزجاجة قطعت طرف إصبعه، بينما كان ادعاؤها أنه هو الذي ضربها واعتدى عليها جنسياً وتسبب لها في عدة جروح، وجاءت شهادة الطبيب أنه لم يلحظ أي جروح على "هيرد" وهي بدورها لم تطلب العلاج.

محادثات صوتية

كشف فريق "ديب" عن مفاجأة أخرى تداولتها منصات التواصل بكثرة بعد نشرها، وهي دليل صوتي لمحادثة مسجلة بين الزوجين يظهر فيها صوت المدعى عليها جلياً، وهي تخبره أنها لم تكن تلكمه بل كانت تضربه، وأنه شخص رائع ولكنه يجب أن ينضج.

والنقطة الأخرى التي تناولها رواد السوشال ميديا بكثرة وجعلوا منها مادة ساخرة هي عندما ادعت محامية أمبر بأنها تحمل علبة التجميل من ماركة" ميلاني "لتخفي الكدمات على وجهها، لتقوم شركة ميلاني وتعلن في فيديو، مدته 15 ثانية فقط، أن المنتج "الدليل" من إنتاج ديسمبر/كانون الأول 2017، أي بعد طلاقهما الذي كان عام 2016. مما يوضح أكثر كذب أمبر.

وقد أدّت المحاكمات العلنية إلى خسارة أمبر الكثير من شعبيتها، يظهر في الجلسات التي تعرضها نتفليكس، أنّ الممثلة كذبت وادعت أنها ضحية، وأن أدلة تدحض ادعاءاتها كانت متوفرة بكثرة.


هدوء ديب

في الوثائقي يظهر ديب دوماً هادئاً ورصيناً بالرغم من الشهادات التي كانت تدلي بها زوجته السابقة، متهمة إياه بالعنف وتناول المخدرات.

وغالباً كان تتلو شهادتها وهي تبكي ومنفعلة لدرجة إن المتابعين عبر السوشال الميديا اعتبروها ممثلة من الطراز الأول، وقادرة أن تلفق ما تريد مدعية بذلك المظلومية.

بينما كان ديب يواجه اقوالها ببرودة ودون أن يلتفت اليها وطالما نهرته في المحكمة وتقول له أتحداك أن تنظر في عيني، وهو دوماً في حالة من اللامبالاة.

وأثناء فضح ادعاءات أمبر كقولها بأنه دفعها عن الدرج أو ضربها وكان يتبين من خلال الشهود بأنها تكذب. كانت تنظر في عيون القضاة بكل جرأة مما دفع رواد السوشال الميديا إلى القول بأنها تحاول استمالة الحكم لمصلحتها.

تخرج في النهاية الوثائقي محملاً بالضغينة ضد أمبر هيرد، وتفاجىء بكون زوجها السابق هو الذي عاش معها الظلم. خاصة بعد أن أخذ بشهادة طبيبة نفسية وحسمت الأمر بأن أمبر تعاني من اضطرابات نفسية نتيجة الطفولة القاسية التي عاشتها في بيتها، كون والدها كان مدمناً ولم يكن الوفاق موجودا بين الأبوين.

الحكم

انتهت المرافعات وجاء النطق بالحكم لصالح ديب. وقد منحت هيئة المحلفين، في البداية، ديب 10 ملايين دولار كتعويضات و 5 ملايين دولار كتعويضات عقابية.

وخفض القاضي، بيني أزكاريت، المبلغ الأخير إلى 350 ألف دولار، للوفاء بالحد القانوني في ولاية فيرجينيا للتعويض عن الأضرار العقابية، لذلك تدين له هيرد الآن بحوالي 10.4 مليون دولار.

وفي الوقت نفسه، مُنحت هيرد 2 مليون دولار كتعويض عن الأضرار، لكن لم تحصل على تعويضات عقابية، وهو بعيد كل البعد عن 100 مليون دولار التي كانت طلبتها في الدعوى المضادة.

وقالت اللجنة المؤلفة من سبعة أعضاء في حكمها إن هيرد قد شوهت سمعة زوجها السابق بتصريحات "كاذبة" حول علاقتهما. كما قالوا إن التصريحات صدرت "بخبث حقيقي" .

يقرأون الآن