يبدو الفيلم المصري الجديد "الدشاش" للفنان محمد سعد، أشبه بسيرة شخصية لحياة بطله في جانب من جوانبها، إذ يسعى الممثل والشخصية التي يؤدي دورها للهروب من ماضيهما.
فصاحب الملهى الليلي الذي يؤدي دوره في الفيلم، محمد سعد، يحاول أن يغير ماضيه ذاك، بالتزامن مع سعي النجم المصري لتقديم شخصية جادة بعيدًا عن شخصياته الكوميدية التي التصقت به.
وفي حين أن نتائج محاولات الدشاش لتغيير حياته متروكة لمشاهدي الفيلم الذي بدأ عرضه حديثًا في دور السينما، فإن محمد سعد قد نجح في الظهور بشكل جديد بعد إصرار اضطره في إحدى المراحل إلى تعديل نص الفيلم ليبدو البطل بهذا الشكل الجاد والجديد.
فقد تلقى سعد سيلاً من الثناء والإعجاب في الوسط الفني ونقاده وفي مواقع التواصل الاجتماعي، بالتزامن مع نجاح مماثل انعكس في استحواذ فيلم الدشاش على أكبر إيرادات شباك التذاكر، منذ بدء عرضه مطلع العام الجديد قبل ثلاثة أيام.
وبعد أمجاد شخصية اللمبي الكوميدية، التي تركت محمد سعد عالقًا في الشخصيات الكوميدية في الأعمال العديدة التي قدمها فيما بعد، وجرّت عليه انتقادات كثيرة وعزوفًا عن متابعة أعماله المتشابهة والمكررة في نظر الكثيرين، تخلى عن ماضيه أخيرًا.
ومع ذلك، فإن الكوميديا كانت حاضرة بشكل طفيف في بعض مشاهد محمد سعد في الدشاش، في حين كانت المشاهد الجادة هي النادرة والمحدودة في أعمال سعد السابقة مثل "حياتي مبهدلة" و"تتح" و" تحت الترابيزة".
وكشف كاتب الفيلم، في حفل عرض الفيلم في السينما، جوزيف فوزي، أن النص كان كوميديًا بشكل كبير، لكن الفنان محمد سعد غيّره ليظهر بشخصية جديدة جادة.
وأكد محمد سعد للصحفيين في حفل العرض الأول للفيلم، أنه يلبي في الدشاش طلب الجمهور والنقاد والصحفيين، رغم المتاعب التي واجهها في ذلك التحول الداخلي.
وتدور أحداث "الدشاش" حول شخص تورط في حياة الجريمة ولم يكن فوق مستوى الشبهات من خلال امتلاكه ملهى ليليًّا، لكنه يمر بتجربة مفاجئة لا تخطر ببال تجعله في مواجهة مباشرة مع أطراف شريرة، وتُحدِث تحولًا جذريًّا في شخصيته.